أعلنت الشرطة الألمانية اليوم الأحد أن ما لا يقل عن 19 شخصا لقوا حتفهم، في حين أصيب أكثر من 300 شخص آخرين أمس السبت في تدافع عبر أحد الأنفاق المؤدية لمهرجان "استعراض الحب" لموسيقى "التكنو" الخاصة بالأجهزة والآلات الموسيقية الالكترونية بمدينة ديوسبورج الألمانية. وأفادت وسائل إعلام محلية أن التدافع وقع بينما كانت تجري الاستعدادات للعرض الأخير لهذا اليوم من فعاليات المهرجان الذي يحضره 4ر1 مليون شخص . وأكد مسئولو الشرطة أن 16 شخصا لقوا حتفهم في موقع الحادث بسبب الذعر، في حين لقي مزيد من الضحايا حتفهم في وقت لاحق بالمستشفى. وتردد أنه تم إغلاق المنصة الرئيسية وقت وقوع الحادث بسبب الإعداد الكبيرة التي كانت متواجدة في الداخل . من جانبها أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن حزنها وصدمتها إزاء الحادث، وقالت "في هذه الأوقات الصعبة أقدم تعازى لأهالى الضحايا ".ولم يتم الإعلان عن هويات و جنيسيات القتلى حتى الآن.وظهر مهرجان "استعراض الحب"، أحد أكبر احتفالات الموسيقى التكنو في العالم، في برلين عام 1989 كاستعراض للسلام قبل فترة قصيرة من سقوط جدار برلين. وقال الرئيس الألماني كريستيان فولف إن مثل هذه الكارثة التي تتسبب في سقوط ضحايا ومعاناة وألم خلال مهرجان سلمي لشباب مبتهج أمر مروع.ودعا الرئيس إلى تحقيق شامل وفوري في الحادث. ولم يتضح بعد سبب الحادث، رغم أن شهود عيان أشاروا إلى أن الشرطة أبلغت بتزايد الحشود بشكل ينذر بالخطورة داخل النفق وقبل فترة قصيرة من التدافع القاتل. وكشف أحد شهود العيان وهو شاب يبلغ من العمر(21 عاما) وأحد مرتادي مهرجان "استعراض الحب" أنه صدرت تحذيرات للشرطة حول وجود حشود كبيرة للأشخاص في النفق قبل حدوث التدافع المميت بنحو ثلاثين دقيقة على الأقل. وقال "كنا واقفين في منتصف الحشد بدأ المزيد والمزيد من الأشخاص محاولة الوصول إلى مكان الحفل". وأضاف "كنا تقريبا داخل النفق، كنا واقفين عند المدخل، لكن (الحشد) توقف ولم يتحرك للأمام، عدنا عبر النفق وكنت أنا وصديقتي نتنفس بالكاد، واضطررنا لاستخدام مرفقينا للمرور من بين الحشود، وأبلغنا الشرطة بأنه قريبا ستكون هناك حالة هلع جماعي".وأظهرت لقطات مصورة من التدافع أشخاصا يقفزون أعلى الأسوار والجدران الأسمنتية هربا من النفق الذي احتشد بالأشخاص عن آخره. وأعلن متحدث باسم سلطات مدينة ديوسبورج غربي ألمانيا عن استمرار فعاليات المهرجان رغم حادث التدافع الجماهيري، وعزا المتحدث هذه الخطوة إلى "دواعي أمنية" لتفادي إمكانية وقوع ذعر بين الجماهير في حالة خروجهم من المهرجان بشكل جماعي الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى وقوع حادث آخر. وقال دكتور موتيه وهو متخصص في اجهزة ال "دي جيه" ومؤسس احتفال "استعراض الحب"، الذي انتشر في العديد من المدن حول العالم، إن منظمي الحفل في ديوسبورج يتحملون المسئولية عن هذا التدافع. وأشارت تقارير غير مؤكدة بأنه كان هناك مخرج واحد فقط للنفق متاح لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى المنصة الرئيسية للحفل. وقال دكتور موتيه "لقد ارتكبوا خطأ إداريا فادحا كيف يمكن لهم ترك الأشخاص يمرون عبر نفق واحد فقط لمكان الاحتفال إنها فضيحة".