اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بعدة قضايا مصرية أهمها الانقسام داخل الحزب الوطني، وتأكيد مصر على عدم لجوؤها للصدام مع دول حوض النيل، والانتقادات المتزايدة التي تواجهها ثورة يوليو كل عام في نفس يوم الاحتفال بها، ومأساة مقتل المواطنين على الأسفلت التي لا تنتهي. جبهة الحزب الوطني للتغيير انتقد حسن أبو طالب في صحيفة "الحياة" اللندنية بعض وسائل الإعلام والأجهزة التي تصدر تقارير مفبركة أحيانا الهدف الأكبر منها هو إثارة الزوابع حول مستقبل النظام والدور المصري، وحول احتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة، ومستقبل معاهدة السلام مع دولة الاحتلال في فلسطين. وأضاف أن تكرار الاهتمام بشأن معين يعكس عدم فهم هؤلاء المهتمين بمثل هذه التقارير بمدى مؤسسية مصر وآليات الحكم فيها، وارتباط المعارضة في مصر بمبدأ التغيير السلمي والآمن. ورغم كل شيء، مازالت المعارضة في مصر منقسمة على نفسها، تماما كما يحدث بين رجال الدولة والتناقضات التي تشملهم. ووصف الحزب الوطني أنه جبهة في حد ذاته، و فيه تنوع سياسي وتتعدد فيه الاتجاهات، ويخضع بين فترة وأخرى إلى نوع من الترتيبات والتوازنات الداخلية التي تفرض نفسها في مواقف معينة، وتبني سياسات مناسبة لفترة زمنية ولكنها قابلة للتغيير. موسم "الردح" كتب جلال عارف في صحيفة "البيان" الإماراتية ينتقد ما وصفها بحملات "الردح" في حق ثورة يوليو. وقال إن هذه الحملات مازالت مستمرة لتشويه التاريخ وتزوير الوقائع ومحاولة إلغاء ما أثبتته هذه الفترة الحاسمة في تاريخ مصر العربي من قدرة مصر على تحقيق أهدافها حين تمتلك مشروعها للنهضة والإرادة المستقلة والقيادة التي تجمعها في الطريق الصحيح. النكتة مقابل الموت أما أمينة خيري فتناولت مأساة حوادث الطرق في مصر، وقالت إن "أكوام الخردة" التي تسير بسرعات جنونية في شوارع وطرقات غير مؤهلة، دون أدنى اعتراف بقوانين أو إرشادات جعلت مصر تفقد أكثر من 400 ألف مواطن ماتوا مقتولين في حوادث مختلفة، ومثلهم مصابين، وهو عدد ضحايا أكبر بكثير من شهداء كل الحروب التي خاضتها مصر من 1950 إلى أكتوبر 1973! وأصبحت الحوادث المأسوية روتينا يوميا، لا يملك المواطنون أمامه من أمرهم شيئا، سوى أن يسخروا منه. تماما كما يحدث عندما يطلب أحدهم تلاوة الشهادة قبل ركوب ميكروباص من مدينة نصر للسيدة عائشة، أو يكتب وصيته إذا سافر إلى الإسكندرية سواء في قطار أو في ميكروباص! القانون ليس الحل يرى رجب البنا في صحيفة "الوطن" القطرية أن تفشي ظاهرة العنف في المجتمع المصري لا يعني أنها مشكلة فردية أو أمنية أو قصورا في قانون العقوبات وإنما ظاهرة اجتماعية إستراتيجية متكاملة لإعادة التوازن إلى المجتمع وإلى الشخصية المصرية. وأضاف أن الحل ليس في تشديد الإجراءات الأمنية، بل في حلها اجتماعيا أولا ثم اقتصاديا ونفسيا. إذ أن المصريين يعانون من تراكم مشاعر الكبت والاحتقان نتيجة الشعور العام بأن خيرات البلد لا تعود إلا على قلة تحقق الثراء بغير حدود، بينما الملايين تعاني من صعوبات الحياة اليومية، وهذه الطبقة الجديدة لا تكترث بمشاعر الحقد والغضب لدى المحرومين من مسكن يؤويهم، وفرصة عمل تضمن لهم لقمة العيش. لا صدام مع دول حوض النيل أما صحيفة "الراية" القطرية فقد نقلت عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قوله إن مصر تسعى إلى أن يكون الحوار هو الأساس بينها وبين دول حوض النيل لحل كل الخلافات العالقة. وأعرب أبو الغيط عن أمله في أن تكون دول الحوض التسع في وضع يسمح لها بالعمل مرة أخرى سويا. جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها أبو الغيط في كمبالا مع نظيره الأوغندي سام كوتيسا.