اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاثنين، بعدة قضايا مصرية أهمها محاولة الحزب الوطني لتحسين صورته من أجل انتخابات البرلمان القادمة، واهتمام الغرب بتدهور أوضاع كل من مصر والسعودية، وأزمة الفساد في قرارات العلاج على نفقة الدولة، ومحاكمة الصحفي وائل الإبراشي التي تحولت لمظاهرة ضد النظام، واستعداد أيمن نور رئيس حزب الغد السابق لخوض الانتخابات. محاكمة الإبراشي تحولت لمظاهرة ضد النظام ذكرت صحيفة "العرب" القطرية أن محاكمة الصحفي وائل الإبراشي أمس الأحد بمحكمة جنايات القاهرة، تحولت إلى مظاهرة حاشدة من جانب أنصاره ونشطاء حقوقيين، ضد سياسات الحكومة المصرية الاقتصادية والمالية، حيث رددوا هتافات معادية لها في أروقة المحكمة وسط تشديد أمني. وكانت تهمة التحريض قد وجهت لوائل الإبراشي رئيس تحرير صحيفة "صوت الأمة" وللصحفية سمر الضوي على خلفية نشر تحقيقات تعارض الضريبة العقارية التي فرضها يوسف بطرس غالي وزير المالية. وطلب حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والمحامي عن الإبراشي، استدعاء كل من رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والنائب البرلماني زكريا عزمي والنائبين المستقلين مصطفى بكري وطلعت السادات للإدلاء بشهادتهم في القضية، باعتبارهم من أعضاء المجلس الذين حضروا جميع مناقشات قانون الضرائب العقارية الجديد. الحزب الوطني والفساد "للركب" أشار محمد صلاح مدير مكتب صحيفة "الحياة" اللندنية في القاهرة، إلى تفشي ظاهرة الفساد في المجتمع المصري، موضحا أنه لم يعد يقتصر على أصحاب السلطة، بل صارت ثقافة سائدة في كل أنحاء مصر. ويرى صلاح أنه من الطبيعي أن يلجأ الحزب الوطني الحاكم الآن إلى سلسلة إجراءات من شأنها أن تحسن من صورته لدى الناس، خاصة قبل انتخابات مجلس الشعب المقبلة، حتى لو كان ذلك عن طريق التحدث عن كشف بعض قضايا الفساد والتصدي له ومحاربته. لكن كشف الفساد في فترة ما، والتستر عليه في أخرى يعتبر فسادا في حد ذاته. والمصريون بشكل عام اعتادوا على أن الفساد لا يطول أصحاب النفوذ، إلا عندما يترك كل منهم منصبه، لذا فهم يتساءلون لماذا لا تتم محاكمة هؤلاء وهم في أماكنهم، ولماذا لا ترد الحكومة على قضايا الفساد التي تكشفها وسائل الإعلام إلا بعدما يحتدم الجدل، وغالبا ما ينتهي الأمر باتهام الحكومة لوسائل الإعلام تلك بالسعي وراء الأكاذيب والافتعال. الأوضاع في مصر والسعودية لا تنبئ بخير ذكر عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" في مقاله اليوم، أن اهتمام الغرب بالأوضاع غير المستقرة في كل من مصر والسعودية، يدل على أهميتهما بسبب دوريهما في إطار التحالف مع الغرب وسياساته وخوض حروبه جميعا بطرق مباشرة أو غير مباشرة. فالرئيس حسني مبارك بلغ عامه الثاني والثمانين، والعاهل السعودي الملك عبد الله بلغ السابعة والثمانين، والأوضاع في مصر والسعودية لا تنبئ بخير، خاصة بعد الأزمات الغذائية والمائية التي ظهرت لمصر، والاضطرابات السياسية في المنطقة بسبب الحرب المحتملة على إيران، والتي قد تكون السعودية رأس حربتها. وأكد عطوان أن غلاف مجلة الإيكونومست البريطانية الذي صور مبارك كأنه فرعون يغرق في رمال مصر يعبر عن أحوال مصر، وكثرة الأزمات التي ألمت بها من كل جانب، وعن أن التغيير أصبح مرحلة لا مفر منها، والمسألة كلها مسألة وقت فقط. مصر بانتظار قائدا جديدا، فهل يقود البرادعي؟ دافع فرنسوا باسيلي عن مبدأ القائد الأوحد الذي يعبر بشعبه من الأزمات، مؤكدا على أهمية أن يبدأ الدكتور محمد البرادعي باتخاذ دور القيادة، والتوقف عن الاعتماد على تحرك الشعب المصري أولا، حيث يخلص القادة الشعوب وليس العكس، ضاربا مثالا بالزعيم الهندي غاندي، والأمريكي مارتن لوثر كينج، والجنوب إفريقي نلسون مانديلا. وقال باسيلي إن هذا السر كله يكمن في موهبة القائد وقدرته على فهم الحاضر وصنع المستقبل، مع طاقة إنسانية يوظفها لتجميع المواهب القيادية حوله ولإثارة مخيلة الجماهير بالمشروعات الطموحة التي يخططها وينفذها وبإحساس الكرامة والثقة بالذات التي يخلقها حوله، وهو ما تحقق في عهد محمد علي باشا، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر. العلاج على نفقة الدولة.. للنواب فقط صرح مصدر مسئول بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه لصحيفة "الحياة"، أن بعض نواب البرلمان حصلوا على قرارات علاج موجهة لمستشفيات خاصة تكلفتها أكبر بكثير من إمكانات هذه المستشفيات، فمن غير المعقول على سبيل المثال أن يوجه لمركز طبي في قرية أو مدينة نائية في الصعيد قرار علاج بآلاف الجنيهات لإجراء جراحة دقيقة لمريض، فيما هذا المركز غير مؤهل أصلاً لإجراء مثل هذه الجراحات". وقال النائب مصطفى بكري "إن بعض النواب تتسبب بإهدار المال العام عبر إساءة استخدام قرارات العلاج على نفقة الدولة والمتاجرة بآلام وأمراض المواطنين وإهدار حقوق الفقراء في العلاج والاتفاق مع عدد من المستشفيات الخاصة الكبرى والمراكز الطبية الخاصة على المتاجرة والسمسرة والحصول على مكاسب ضخمة وصلت في أربعة أشهر فقط إلى أكثر من 150 مليون جنيه". وعلى الرغم من أن العديد من المواطنين يحاولون الحصول على قرارات علاج على نفقة الدولة بمئات الجنيهات فقط، فإن هؤلاء النواب استطاعوا في الفترة من سبتمبر الماضي حتى ديسمبر الحصول على قرارات بالعلاج على نفقة الدولة قيمتها 253 مليون جنيه و740 ألفاً و372 جنيهاً، ما يزيد حنق المواطنين ويمنعهم من التمتع بحقوقهم في الصحة أو العلاج. أيمن نور يستعد لاسترداد "الغد" أوضحت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن حزب "الغد جبهة أيمن نور" المعارض يستعد للتحضير لعقد جمعية عمومية طارئة في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل، لانتخاب رئيس حزب جديد خلفاً لإيهاب الخولي الذي أعلن رفضه خوض الانتخابات، وذلك عقب اتفاق أعضاء الهيئة العليا على تسمية مؤسس حزب "الغد" أيمن نور مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال محمد فاروق عضو الهيئة العليا ل"الغد"، إن انتخاب رئيس الحزب يأتي مراعاة للإجراءات القانونية، خصوصاً أن الحزب أعلن خوضه انتخابات الرئاسة من خلال أيمن نور.