اهتمت صحف عربية صادرة صباح اليوم الاثنين، بعدد من الشؤون المصرية جاء على رأسها الاستجابة المحدودة للتوقيع على بيان التغيير وزيارة نيتانياهو لشرم الشيخ ومنحة مصر لجنوب السودان، ومطالبة شيخ الأزهر بالدعوة للجهاد، فضلا عن زيارة مبارك إلى الجزائر وتأثيرها على الأزمة بين البلدين. إقبال ضعيف على البيان وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إنه رغم دعوة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أعضاء جماعته للتوقيع على بيان الجمعية الوطنية للتغيير، فإن الاستجابة جاءت محدودة، وتزيد قليلا على 10 آلاف شخص. وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة أقصت اسم محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة العام المقبل عن عنوان بيان التغيير، رغم تسميته على موقع الجمعية الوطنية للتغيير باسم "بيان الدكتور البرادعي للتغيير"، غير أنه تم ذكر الاسم داخل المادة. ومن جانبه، اعتبر عمار علي حسن الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن الإخوان يتحركون رمزيا فقط من أجل ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث يمثلون أنفسهم رمزيا ضمن الكتلة الراغبة في التغيير ويقدمون البرادعي كورقة يتفاوضون من خلالها لنيل صفقة مع الحزب الحاكم، فيما يعلنون موقفا يتواءم مع رغبات الشارع وتحسين صورتهم دوليا مع تأييد البرادعي. زيارة نيتانياهو المشئومة أما صحيفة "القدس العربي" اللندنية فقال رئيس تحريرها عبد الباري عطوان في مقاله، إن كل مرة تواجه فيها إسرائيل أزمة ما يحج رؤساء وزرائها أو بعض المسئولين الكبار فيها، إلى شرم الشيخ للبحث عن مخرج لدى الرئيس حسني مبارك أو لطلب مساعدته. وأشار عطوان إلى أن الرئيس مبارك سيتعهد بتوفير الغطاء العربي للمفاوضات المباشرة تماما مثلما فعل في المفاوضات غير المباشرة، غير أنه أكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يتمتع بالتفويض أو الشرعية لتمثيل شعبه في تلك المفاوضات، لان ولايته انتهت قبل عام ونصف. كسب الجنوب وخسارة الشمال واعتبرت الصحيفة أن تقديم مصر منحة قدرها 300 مليون دولار لحكومة جنوب السودان، خطوة تعكس اهتماما رسميا مفاجئا بدول منبع النيل ومحاولة لإصلاح قصور استراتيجي استمر لسنوات، مؤكدا أنها قد تؤدي إلى كسب جنوب السودان وخسارة شماله في الوقت نفسه. النظام قائما ومسيطرا رغم المعارضة وفي مقاله في "القدس العربي" قال إبراهيم يسري الدبلوماسي المصري، إنه يلاحظ أن النظام بقي قائما ومسيطرا رغم كل فعاليات القوى المعارضة والسخط الشديد الذي يكمن في صدر كل مواطن. ورأى يسري أن جميع أزماتنا تنبع من عدة عوامل على رأسها سمات التخلف التي تتبلور في عدة أعراض أهمها القصور الشديد في تفهم الحاكم والمحكوم لأهمية الحرية والديمقراطية لوضع أي دولة على طريق التقدم والرفاهية والقضاء على الفساد والاستغلال. مطالبة شيخ الأزهر بالدعوة للجهاد وذكرت الصحيفة أن شيخ الأزهر أحمد الطيب فاجأ الرأي العام ورموز الحزب الحاكم معلنا رفضه التام لقاء أي من رموز الدولة الإسرائيلية، كما أنه لن يستطيع أن يستقبل الحاخامات ولن يصافح رئيس إسرائيل أو نوابه في أي تواجد بالمحافل الدولية. وأضافت الصحيفة أن المعارضة رحبت بقرار الطيب معتبرة إياه خطوة شديدة الأهمية لعودة الأزهر لدوره الرائد في مجال المقاومة والنضال ضد إسرائيل والانتقال من خندق المهادنين وتيار الاعتدال إلى خندق المجاهدين في سبيل الله الذين يسقطون حسابات السياسة. اللهم لا شماتة وكتب محمد صلاح مدير مكتب صحيفة "الحياة" اللندنية في القاهرة، أن ما يحدث في مصر الآن عاكسا لاستفحال حالة الشماتة، فيما يتعلق ب 3 حالات وهي تناول بعض وسائل الإعلام لوفاة نصر حامد أبو زيد المفكر المصري بعد معاناته مرضا عضال. أما الثانية فهي إقالة سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم والأخيرة تتعلق بالقضية المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. هل تنتهي أزمة العلاقات المصرية - الجزائرية؟ وفي مقاله ب"الحياة" تسأل الكاتب عبد الله الأشعل حول إمكانية أن تنهي زيارة مبارك أزمة العلاقات المصرية – الجزائرية الأزمة في علاقات مصر والجزائر، حيث اعتبرها أزمة مركبة اختلطت فيها العوامل الرسمية والشعبية والنفسية والرمزية، فضلا عن الوطنية والقومية. وأشار الأشعل إلى أنه على رغم ممارسة المسئولين في البلدين بعضَ الفعاليات الرسمية مثل عقد اللجنة المشتركة العليا في الجزائر وغيرها، فإن تلك المظاهر لم تعالج صلب الأزمة، التي وصلت إلى نخاع المواطن الجزائري العادي.