من المنتظر أن يعلن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم، غدا السبت أسماء أوائل امتحانات الثانوية العامة بمرحلتيها الأولي والثانية، على أن تعلن النتيجة كاملة بعد غد الأحد. وبالرغم من انتهاء العام الدراسي والامتحانات وإعلان النتائج، إلا أن الحيرة التي صاحبت دفعة هذه السنة من الثانوية العامة (سنة الفراغ) لا تزال قائمة بين مسئولي التعليم والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور، لدرجة يمكن القول معها (محدش فاهم حاجة)!! فتصريحات وزير التربية والتعليم، ووزير التعليم العالي والمسئولين تتضارب يوميا والأسئلة تتلاحق ولا أحد يملك إجابة أو معلومة حقيقية أكيدة وواضحة!! ففي الوقت الذي يؤكد فيه الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي، أن الحد الأدنى للقبول بكل كلية سيكون وفقا للحد الأدنى في السنوات ال 5 الماضية لتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب، يعود في تصريحات أخرى ليقول إنه سيتم قبول الطلاب بأقل 2% عن الأعوام السابقة!! ثم يتضح من نتيجة آخر اجتماع للمجلس الأعلى للجامعات بالإسكندرية أن الأمر لا يزال محل نقاش ودراسة ولم يحسم بعد!! النتائج المتدنية لدفعة هذا العام والتي بحسب تصريحات لمصادر بوزارة التربية والتعليم لم يحصل أي طالب بها على الدرجات النهائية (لأول مرة منذ أعوام)، وما تردد عن أن أعدادا قليلة فقط من الطلاب تراوحت مجاميع درجاتهم ما بين 93 % و 95 %، تدفع للتساؤل عن أحقية هؤلاء الطلبة في دخول كليات القمة بمجموع يقل كثيرا عن نظرائهم في الأعوام السابقة! وفي حين يؤكد د. هاني هلال أن الجامعات الحكومية لن تواجه أي أزمات بسبب عدم وجود طلاب أو أعداد قليلة جدا في العام الدراسي المقبل، وقال الوزير إنه سيتم توزيع الطلاب خاصة داخل الكليات ذات الكثافات العالية على هذه الأماكن، وسوف يستمر ذلك خلال السنوات ال 4 أو ال 5 المقبلة، إلا أنه لم يوضح كيف سيملأ 40 ألف طالب (عدد دفعة سنة الفراغ) كل المقاعد الشاغرة في كل الكليات والجامعات الحكومية؟ وبالنسبة للجامعات الخاصة أكد وزير التعليم العالي أنها سوف تعاني من قلة المقبولين، ولم يعط حلا لهذه المشكلة، وإن كان قد أشار إلى أن هناك عدة مقترحات تقدمت بها تلك الجامعات، منها زيادة نسبة قبول الطلاب العرب في مختلف الكليات، وأوضح مجلس الجامعات الخاصة والأهلية أنه سوف يدرس هذه المقترحات، ولكنه لم يقل متى ستتم هذه الدراسة ولا متى ستعلن نتائجها!! وبالرغم من أن زيادة عدد المقبولين من العرب والأجانب والطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة من الدول العربية والأجنبية قد يكون حلا منطقيا لحل هذه الأزمة، إلا أن الوزير أكد أن قبول هؤلاء الطلاب لهذا العام سيتم بنفس أعداد العام 2009 !! أغلب تصريحات المسئولين أخذت اتجاها أن أحدا لا يستطيع أن يجزم أو يعطي رأيا أو يعطي حلولا إلا بعد ظهور النتيجة، بعيدا عن مبدأ التخطيط ووضع السياسات وتثبيت القواعد، مما يؤكد أننا سنظل طويلا في حالة (محدش فاهم حاجة)!!