لم يمنع الحصار الخانق على غزة الطعام والغذاء والدواء ومواد البناء فقط، ولكنه منع أيضا وسائل العلم والتعلم، لدرجة أن المدارس لم يعد بها كتب مدرسية ومكتبات الجامعات أصبحت خاوية على عروشها نتيجة التدمير أو لقدم المواد العلمية المتوافرة بها. ويشكو أهل غزة من استحالة الوصول للكتب الحديثة لدرجة أن أحد طلبة تكنولوجيا المعلومات أكد أن أحدث كتب التكنولوجيا بمكتبة الجامعة صدر عام 2000، أي قبل 10 سنوات من الآن. وفي سبيل حل هذه المشكلة، دشن عدد من الشباب حملة على (الفيسبوك) تحمل اسم "حملة كتاب يكسر الحصار"، والهدف من الحملة تزويد جامعات ومدارس ومكتبات غزة بالكتب التي تحتاجها في كل المجالات، وتمتد الحملة في أكثر من دولة من دول العالم، وتظل مصر في قلب الحملة على أمل دخول الكتب مع قافلة الإغاثة القادمة وتوزيعها على المكتبات والجامعات المختلفة. يقول مؤسسو الحملة عن أنفسهم: "نحن مجموعة قررت البحث عن كتب في مصر في كل مكان وعبر كل الطرق من اجل إرسالها إلى غزة عبر مؤسسات مهتمة وأفواج المتضامنين مع غزة". وعن أهداف الحملة يقولون: "في غزة شباب يؤمن أن الحصار المعرفي هو أشد قسوة من التجويع، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق الحملة المركزية كتاب يكسر الحصار وتبعتها الحملة الفرعية بمصر". ويسعى القائمون على الحملة إلى تحقيق أهدافهم في المساهمة في كسر الحصار المعرفي والثقافي المفروض علي قطاع غزة عن طريق إيصال كتب تم تجميعها من مختلف مناطق مصر عبر متطوعين يمثلون نقاط تجميع في كل مدينة. ورتب القائمون خطواتهم في تكوين لجان متطوعين، وتجميع أكبر عدد من الكتب، والتواصل مع المؤسسات الداعمة، ونشر الفكرة إعلاميا، ثم تجميع الكتب بمكان مركزي اقرب للمؤسسة المكلفة بالإرسال، وجردها وتنظيمها، واستقبال الكتب من دول الجوار. ويركز الشباب على جعل مصر نقطة التقاء لكل الحملات الفرعية، مع الاهتمام بمشاركة نشطاء وشخصيات مهتمة في القافلة، وأخيرا انطلاق قافلة كتاب يكسر الحصار من مصر باتجاه غزة. ويسعى الشباب المصري بالتنسيق مع شباب الحملة في غزة للعمل على إنشاء مكتبة عامة جديدة وسط قطاع غزة مخصصة لاستقبال هذه الكتب ويتم السماح فيها بالقراءة والاستعارة، مع إمكانية بيع الكتب المتوافرة بكميات كبيرة بأسعار رمزية، على أن تضم المكتبة دار للسينما والمسرح ومعرض للفن التشكيلي. تجمع الحملة الكتب من الأفراد ومن الجمعيات والمؤسسات المختلفة، وتسعى للتواصل مع الشخصيات العامة، وحصلت على رد من الأديب الكبير علاء الأسواني أبدى فيه حماسه للتضامن والتعاون معهم فيما يسعون لتحقيقه، وأنضم للحملة أيضا كل من: الأديبة رضوى عاشور والشاعر مريد البرغوثي والشاعر تميم البرغوثي والفنان مجاهد العزب والشاعر سامح آل علي. وحتى الآن تم جمع ما يزيد على 13 ألف كتاب حتى الآن، منهم 10 آلاف من محافظة المنوفية وحدها، وشاركت دور نشر معروفة في الحملة منها دار روزاليوسف ب 200 كتاب ودار الفكر العربي ب 500 كتاب.