لم يجذب مسلسل مهند ونور التركى فقط المصريين للمشاهدة والتعرف على الأماكن السياحية بتركيا، ولكن استطاعت بلدهما بعروضها الرخيصة جذب المصريين للسياحة هناك بدلا من شواطئ الإسكندرية والبحر الأحمر. فنظرة سريعة على إعلانات السياحة الداخلية والخارجية خلال الصيف تكشف لك أنه بينما تكلف الليلة الواحدة فى شرم الشيخ والغردقة وشواطئ الساحل الشمالى ب500 جنيه تقدم شركات السياحة المصرية عروضا للسفر إلى تركيا لمدة 7 ليالٍ بأسعار منخفضة للغاية تصل أحيانا إلى 2000 جنيه. «اعتدال الجو فى تركيا خلال فترة الصيف يجذب المصريين»، وفقا لعمر صدقى، نائب رئيس غرفة الشركات السياحية السابق، مشيرا إلى أن تركيا تقوم بتقديم عروض قوية، حيث لديها معروض قوى من الغرف بفنادقها مما يمكنها من تخفيض الأسعار، مقارنة بباقى الدول، «بينما تواجه الفنادق المصرية كثرة فى الطلب مع محدودية عدد الغرف، مما لا يمكنها من تلبية الطلبات مما جعل الشركات تقوم برفع أسعار لكى تتمكن من الحجز فى الفنادق»، بحسب صدقى. وتضيف شيماء الشاعر، مسئول الرحلات والمؤتمرات بشركة بلو سكاى للسياحة، إلى عامل وفرة الغرف الفندقية وجود رحلات طيران منخفضة التكاليف إلى تركيا، وهو ما يظهر فى انخفاض التكاليف مقارنة بالسياحة الداخلية، مضيفة إلى ذلك عامل الفشخرة «المصريين يفضلون السفر للخارج خاصة لو كان رخيص التكلفة لأنهم فى النهاية اسمهم سافروا خارج مصر»، على حد تعبير الشاعر. وتقدر الشاعر أن تركيا استطاعت جذب نحو 40% من المصريين الراغبين فى القيام بالسياحة خلال هذا الصيف، خاصة أن السفارة التركية تساهم فى تسهيل إجراءات السفر إلى تركيا، بالإضافة إلى سرعة استخراج الأوراق مقارنة بباقى الدول الأوروبية، التى يرغب المصريون فى زيارتها، بحسب الشاعر. وتقوم تركيا بإعفاء السائحين من الكثير من الدول من شرط الحصول على فيزا مسبقة، ويكتفى بالحصول عليها فى المطارات التركية مقابل رسوم 10 أو 15 دولارا، تبعا لتصريحات سابقة لزهير جرانة وزير السياحة المصرى، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات قامت بزيادة حركة السياحة العربية لتركيا بأكثر من 130% خلال العام الماضى. من جهة أخرى ترى ميرفت عزت، موظفة بقسم الحجوزات بشركة كرفت للسياحة، أن الحجوزات الموجهة لتركيا تمثل نحو 80% من إجمالى حجوزات الشركة للصيف الحالى، «استطاعت تركيا جذب المصريين من خلال تقديم عروض تسويقية منخفضة، مما يساهم فى جذب السياحة العربية. وليست المصرية فقط»، وفقا لعزت، مشيرة إلى أن الفنادق التركية تعد أسعارها أرخص مقارنة بمثيلاتها المصرية، «والتى اتجهت إلى رفع أسعارها للمصريين فقط»، تبعا لعزت، مشيرة إلى ان الفنادق المصرية قامت مؤخرا برفع أسعارها للمصريين بنسبة 100%، مما جعل السياحة التركية ارخص مقارنة بالمصرية، «بينما لم تقوم الفنادق المصرية برفع أسعارها للسائحين الأجانب». وعلى العكس «رخص الفنادق التركية ساهم فى تفضيل الأتراك إقامة سياحة ببلادهم بدلا من مصر، بالإضافة إلى تفضيل العديد من السائحين الأجانب لتركيا بدلا من السوق المصرية»، بحسب عزت. «ترفع الفنادق المصرية أسعارها للمصريين، حيث ترى أن المصريين يستهلكون أكثر من الأجانب» تبعا لموظفة كرفت، مشيرة إلى أن الفنادق تلجأ إلى رفع أسعارها للمصريين تعويضا عن التلفيات التى تنتج عن استخدامهم. بينما يرى صدقى أن الفنادق المصرية تقوم برفع أسعارها للمصريين، وذلك لتفضيلها العميل الأجنبى عن المصرى، وذلك لأن هذه الفنادق لا ترغب فى فقدان العميل الأجنبى، «خاصة أن الشركات السياحة الأجنبية تعد العميل الدائم خلال العام بأكمله. بينما المصريون عملاء موسميون»، بحسب صدقى، مشيرا إلى أن الفنادق لم تقم برفع الأسعار للمصريين بسبب سوء الاستهلاك، «اتجه المصريون خلال السنوات الأخيرة إلى السياحة الخارجية مما علمهم كيفية الاستخدام»، وفقا لصدقى. وبحسب بيانات وزارة السياحة فقد تراجعت الحركة السياحية الوافدة من السوق التركية إلى مصر خلال العام الماضى مقارنة بعام 2008 بنسبة 11.64%، ليصلوا إلى 46.081 ألف سائح، كما تراجع عدد الليالى السياحية التركية فى مصر، بنسبة 4.5%، مقارنة بالعام السابق له، ليصل عدد الليالى إلى 423.003 ألف ليلة. وتبعا لبيانات منظمة السياحة العالمية، قد وصل إجمالى عدد السائحي،ن الذين زاروا تركيا خلال العام الماضى إلى 20 مليون سائح، بينما لم تتخط مصر 10 ملايين سائح خلال نفس العام.