تجربة جديدة يخوضها المخرج الشاب تامر مرتضى فى محاولة لصنع أول عمل ثلاثى الأبعاد فى الدراما العربية بعنوان «ألف ليلة وليلة»، والذى صور منه حتى الآن مجموعة من المشاهد لتقديمها كنماذج لمجموعة من القصص الشهيرة فى هذه الليالى مثل «سندباد» و«علاء الدين والمصباح السحرى» و«على بابا والأربعين حرامى» و«شمايل» وقصص أخرى. بينما يبدأ التصوير الفعلى للعمل نهاية العام الحالى. يؤكد مرتضى أنه فى البداية وعندما كان يشاهد العديد من الأفلام الأمريكية، التى أبهرتنا مؤخرا، وجد أن معظم قصصها خرجت من رحم الحضارة العربية مثل فيلم «300 اسبرطة» و«ملك الخواتم»، والذى جاء به العديد من الأحداث الإسلامية مثل فيل أبرهة وغزوة الخندق وهو دليل على أنهم يلتفتون حاليا لقصصنا وحضارتنا القديمة. لكنهم يغلفونها بالإبهار وهو نفسه ما صنعوه مع الحضارة اليونانية القديمة من قبل ولكنهم وبكل أسف فى هذه التجارب يفتقرون للدقة التاريخية والجغرافية ففى «ترانسبورتس» تجد مثلا لقطة للأهرام وبجوارها معابد بترا بالأردن مما جعله يفكر كيف، ونحن نمتلك كل هذه القصص فى حضارتنا لا نقدمها. وهى مليئة بالخيال والسحر وقد تصبح طريقة لغرس قيمنا وأخلاقنا ولغتنا فى الأجيال القادمة، وأشار تامر إلى رغبته فى أن نقدم وجهة نظرنا من منطلق عربى ولكن بجماليات صورة وجودة إنتاج لم نتعود عليها فى مصر. وقال: فكرة «ألف ليلة» عموما مرتبطة فى أذهان المصريين بالمخرج الراحل فهمى عبدالحميد. الذى كان يقدم نتائج مذهلة بالنسبة لإمكانات عصره. وقد ظللت أحلم بهذه التجربة لفترة طويلة حتى ساعدتنى تقنية البعد الثلاثى على تحقيق الحلم وهنا يتدخل عادل عبدالله شريكه فى الإنتاج ليؤكد لنا أنه سمع الفكرة من تامر مرتضى فى جلسة كانت تجمعهما والسيناريست محمد أمين راضى من هنا قرر تقديم أعمال عن شخصيات دينية وتاريخية ومستمدة من كتب تراثية كشخصيات خالد بن الوليد ورابعة العدوية وعالم «ألف ليلة وليلة» حتى إنهم قد يغيرون اسم العمل ليصبح «ليالى عربية». لكنه احتمال بعيد جدا. ومن جديد يؤكد تامر مرتضى أن تقنية البعد الثلاثى أصبحت تقنية معتادة وحقيقة واقعة فى العالم كله، هذا التطور السريع يساعد التجربة، التى تعد مشروعا ضخما يمكن تقديمه فى أى قالب سواء مسلسل أو فيلم ومن المنتظر البدء فيهما معا. ويضيف إنها ليست مغامرة على الإطلاق وما تم عمله حتى الآن هو فقط تجربة لجزء من كل قصة للوقوف على التكلفة والأخطاء المحتملة أثناء العمل الفعلى. وحول عدد دور عرض البعد الثلاثى وعدم ملائمتها لتحقيق الأرباح، التى تستطيع تغطية تكلفة مثل هذه النوعية من الافلام أكد أنه يعتقد أن معظم دور العرض تتجه حاليا لتوفير تقنية عرض البعد الثالث وحتى لو لم يحدث ففيلم ك«أفاتار»، وبعدد نسخ قليل حقق فى مصر فقط 13 مليون جنيه. وحول صعوبة العرض التليفزيونى لها خصوصا مع الجدل الدائر حول قصص ألف ليلة وليلة أكد تامر مرتضى أنهم يقدمون تجربة ملائمة للأسرة وللقيم العربية. وحول اختيار أبطال العمل أكد أن الفكرة فى البداية كانت تقديم وجوه جديدة، لكن وأثناء وجود عادل عبدالله كمنتج فنى لفيلم «الوتر» قام بعرض الفكرة على غادة عادل، التى وافقت على الفور مبدية سعادتها خصوصا أنها قد انبهرت بشخصية أفاتار ومن هنا تحمسنا للحديث مع العديد من النجوم الآخرين كغادة عبدالرازق وعمرو واكد وعمرو سعد وآسر يس وسوسن بدر وعزت أبوعوف وفتحى عبدالوهاب والمطربة السورية لينا شماميان، التى تقوم بالغناء والتمثيل داخل الأحداث. أما المؤلف محمد أمين راضى كاتب السيناريو فأكد أن هذه التجربة صعبة خصوصا لحاجته لتقديم مستوى جديد للكتابة يواكب مستوى الصورة المبهر والقصص، التى سيتم تقديمها بعضها من ألف ليلة، وبعضها مستوحى من خياله الشخصى ولكن بنفس روح القصص. وقال إن تطور الجرافيكس هو ما أعطاه مساحة أكبر لتقديم خياله الشخصى بدون أى حدود أو قواعد تحكمه. واتفق معه الفنان آسر يس فى كونها تجربة وحلم يتمنى تحقيقه، وهو عندما عرضوا عليه التجربة فى البداية كان متشككا فى إمكانية تحقيقها فى مصر، لكنه تأكد أنهم قادرون على هذا، ومن هنا قرر تقديم هذا النموذج وهو هنا يقدم شخصية ثرية جدا هى شخصية السندباد، وهو كممثل لا يفكر فى التجارب السابقة لتقديمها فى الأفلام السابقة. ونفى آسر أن يكون قد تدرب خصيصا من أجل هذه الشخصية خصوصا على استعمال السيف أو ركوب الخيل فهو يتدرب دوما على أشياء جديدة لتفيده كممثل وليطور من نفسه. وهو شخصيا لا يعلم مصير التجربة ولكنه يحلم بنجاحها ولا توجد لديه مشاكل فى تقديم أكثر من جزء منها فهى تستحق لكونها ثرية ومليئة بالأحداث. أما الفنان عمرو واكد فأكد أنه يؤدى شخصية شهريار فى الفيلم، وهو يرى أنها تجربة جديدة بالنسبة للتقنيات المتبعة حاليا فى الوطن العربى وفى الشرق الأوسط كله، وهو يتمنى أن يتم إعطاؤها إمكانات تصل بها للمستوى العالمى ليتسنى لهم المنافسة خارجيا كما يحلمون. وهو نفسه ما أكده الفنان فتحى عبدالوهاب الذى يؤدى دور «على بابا». وهناك العديد من النجوم المشاركين مثل غادة عادل فى دور شهرزاد وقيامها ببطولة بعض الحكايات كقصة مرجانة وسوسن بدر فى دور النوامة وغادة عبدالرازق فى دور الساحرة شمايل وعمرو سعد فى دور علاء الدين وعزت أبوعوف وأحمد بدير ورامى غيط.