قال مسئول بارز فى وزارة الخارجية الأمريكية ان الرئيس باراك أوباما سيطلب من العاهل السعودى الملك عبدالله عبدالعزيز خلال لقائهما فى واشنطن القيام بما يستطيع من أجل عودة مباحثات سلام الشرق الأوسط لمسارها الطبيعى المباشر، فيما استبعد دبلوماسى سابق ان يطالب أوباما السعودية بخطوات للتطبيع مع إسرائيل. وأضاف المسئول الأمريكى فى تصريح خاص ل«الشروق» طالبا عدم ذكر اسمه: «ستطلب الإدارة الأمريكية من العاهل السعودى القيام بما يستطيع من أجل توحيد الصف الفلسطينى وعودة مباحثات سلام الشرق الأوسط لمسارها الطبيعى المباشر» وكان من المقرر أن يلتقى أوباما والملك عبدالله أمس. ورأى أن زيارة العاهل السعودى «تعد فرصة ممتازة لسماع آراء الجانب العربى بخصوص تصوراتهم لمستقبل عملية التفاوض» وذلك قبل اجتماع الرئيس أوباما الأسبوع المقبل مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. ولقاء اليوم هو الثالث بين الزعيمين خلال عام ونصف العام من حكم الرئيس أوباما مما يعكس خصوصية العلاقات بين الدولتين ورغبة واشنطن فى الحفاظ على عمق هذه العلاقات.وبدوره، قال دبلوماسى أمريكى سابق خدم فى سفارات أمريكية بالمنطقة العربية إن «إدارة الرئيس الأمريكى أوباما تعلمت كثيرا من اخطائها خلال العام الماضى فيما قد تطلبه وما لا تستطيع ان تطلبه من حلفائها»، فى إشارة إلى طلب أوباما خلال زيارته العام الماضى للسعودية من الملك عبدالله أن يبادر ويأخذ خطوات بناء ثقة تطمئن إسرائيل تجاه عملية السلام. وأشار الدبلوماسى السابق إلى ان «مبادرة السلام العربية التى قدمها الملك عبدالله ستكون أحد الموضوعات التى سيناقشها الزعيمان غدا». وكان الملك عبدالله قد طرح عام 2002 خطة سلام عربية إسرائيلية تعرض على إسرائيل علاقات طبيعية مع العالم العربى مقابل إقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية والاتفاق على حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وعلى صعيد آخر، قال الدبلوماسى الأمريكى السابق إن «الحاجة تزداد للدور السعودى البناء فى كل من أفغانستان وباكستان». ويعتقد على نطاق واسع فى واشنطن أن للسعودية تأثيرا ونفوذا معنويا مهما على حركة طالبان، ويمكن من خلاله تسهيل الحل السياسى للمعضلات الأمنية فى أفغانستان. وفى ظل حالة التوتر الإقليمية والدولية بخصوص ملف إيران النووى والتطورات الأخيرة التى كان من أبرزها فرض مجلس الأمن الدولى لمزيد من العقوبات على إيران بموافقته على قرار 1929، «سيبحث الزعيمان التهديد الذى تمثله إيران للدولتين» حسبما ذكر الدبلوماسى السابق. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الملك عبدالله سيوقع عقد صفقة شراء 72 طائرة عسكرية من طراز أف 15 خلال الزيارة. ويربط محللون بين زيارة العاهل السعودى لواشنطن وتطورات التوتر الغربى مع إيران بالتزامن مع تقارير أفادت بأن إسرائيل ربما تستخدم المجال الجوى السعودى لشن عمل عدائى ضد طهران وهو ما نفته الرياض بشكل قطعى. وفى سياق ذى صلة، قال الخبير الإستراتيجى اللواء جمال مظلوم فى حديث ل«الشروق» من الرياض إن القطعة العسكرية الاسرائيلية التى مرت الأسبوع الماضى من قناة السويس «قد تستقر قبالة سواحل خليج عدن فى وضع استعداد لأى تصعيد محتمل» ضد إيران. ويرجح مظلوم أن يتم الكشف عن حقيقة تلك التحركات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة أن تطبيق العقوبات على طهران بدأ يسفر عن إجراءات تقوم بها دول خليجية مثل الإمارات، كما ستقوم سفن أمريكية بالمساعدة فى عمليات تفتيش السفن فى المنطقة وهو ما قد ينجم عنه احتكاكات مع طهران لا يمكن تدارك تداعياتها الآن.