اعتقل صدام حسين وقتل «أبو مصعب الزرقاوى» وأسقطه «الحجر الدوار».. هذه هى خلاصة قصة الجنرال الأمريكى ستانلى ماكريستال قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان الذى أقيل أمس الأول من منصبه. فنجم الجنرال الأمريكى سطع بقوة عندما قاد العملية العسكرية المشتركة التى قادت إلى اعتقال الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى ديسمبر 2003 ثم ازداد سطوعا بتوليه قيادة القوات الأمريكية فى العراق ومن خلالها نجح فى القضاء على «أبومصعب الزرقاوى» زعيم تنظيم القاعدة فى العراق فى أبريل 2006 ثم هوى نجمه سريعا عندما أفلت منه لسانه وتحدث إلى مراسل مجلة «رولنج ستون» أو «الحجر الدوار» عن آرائه السلبية فى عدد من كبار مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعلى رأسهم نائب الرئيس جوزيف بايدن، فلم يجد أوباما مفرا من إقالته. لم يشفع للجنرال ماكريستال المولود عام 1954 حقيقة أنه يقود خطة عسكرية طموحة لإحلال السلام فى أفغانستان واحتواء تمرد حركة طالبان ولا حتى المبدأ الأمريكى التقليدى «عدم تغيير الجياد أثناء السباق» فجاء قرار إقالته قبل أن يصدر عدد المجلة الأمريكية الذى يحمل تصريحاته وتصريحات عدد من مساعديه حول القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية. ويمتلك الجنرال المقال سيرة ذاتية عسكرية مهنية منذ تخرجه فى أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية المرموقة ثم التحاقه بكلية القوات الخاصة بالقاعدة العسكرية الأمريكية بفورت براج بكارولينا الشمالية فى عام 1978. كما التحق بكلية المشاة فى فورت بينينج بجورجيا عام 1980. وسافر ستانلى الذى كان والده ضابطا فى الجيش الأمريكى إلى كوريا الجنوبية، حيث أشرف على الاستخبارات والعمليات فى إطار فريق الدعم للقوات الأممية عام 1981. وعمل بوحدة العمليات الخاصة التى تم نشرها فى المملكة العربية السعودية فى إطار عمليتى درع الصحراء وعاصفة الصحراء عامى 1990 و1991. وخلال الحرب على العراق فى 2003 كان نائبا لقائد العمليات بوزارة الدفاع الأمريكية بوصفه عضوا بهيئة الأركان المشتركة، وقد تم اختياره لتقديم مداخلات البنتاجون التليفزيونية حول سير الحرب. وتولى الإشراف على قيادة العمليات الخاصة المشتركة التى نجحت فى ديسمبر 2003 فى إلقاء القبض على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين. كما قاد العملية العسكرية لوحدة القوة 6-26 التى نجحت فى قتل زعيم تنظيم القاعدة فى العراق أبو مصعب الزرقاوى فى أبريل 2006 ليقود القوات الأمريكية فى العراق خلفا للجنرال ديفيد بترايوس الذى أصبح قائدا للقيادة المركزية الأمريكية، وكما سطع نجم الجنرال ماكريستال على إيقاع طبول الحرب فى العراق وأفغانستان تهاوى نجمه «بخبطة» صحفية ثمنها غالٍ.