اعتبر لاعب الوسط لاندون دونوفان رمزا لمنتخب الولاياتالمتحدة والقائد الذي يعول عليه كثيرا لقيادة منتخب بلاده إلى مركز مشرف في كأس العالم ، ولم يخيب الآمال مرة لأن هدفه في مرمى الجزائر وضع بلاده في الدور الثاني وجعله يتقدم على المنتخب الإنجليزي في المجموعة الثالثة من مونديال جنوب أفريقيا. وكان دونوفان أكثر من حاسم في المباراتين الأخيرتين ، فعندما كان منتخب بلاده متخلفا بفارق هدفين أمام سلوفاكيا في الشوط الأول ، كان المحرك الأساسي للجبهة الهجومية ، وساهم هدفه الرائع في مطلع الشوط الثاني في عودة فريقه لأجواء المباراة لينتزع تعادلا ثمينا للغاية. وفي المباراة ضد الجزائر ، كافح حتى الرمق الاخير ، وكان قدره أن يكون في المكان المناسب في الوقت المناسب ليضع بصمته على تأهل منتخب بلاده إلى الدور الثاني. ودخل دونوفان - 28 عاماً - تاريخ الكرة الأمريكية في فبراير 1999 عندما بات أصغر لاعب أمريكي يوقع عقدا احترافيا في اوروبا وتحديدا مع بايرن ليفركوزن الألماني وعمره انذاك 17 عاما. وبدأ دونوفان مشواره مع الفريق الرديف لليفركوزن قبل أن ينضم إلى الفريق الأول موسم 2000-2001 لكن دون أن يلعب أي مباراة معه فعاد إلى بلاده ليلتحق بفريق سان جوزيه في ولاية كاليفورنيا وخاض معه 64 مباراة سجل خلالها 26 هدفا وتوج معه بلقب البطولة عامي 2001 و2003. وترك دونوفان فريقه سان جوزيه ليعود مرة ثانية لليفركوزن في منتصف موسم 2004-2005 ويجرب حظه معه لكنه واجه صعوبات كثيرة للاندماج في المجتمع الألماني وكذلك في صفوف الفريق فعاد مرة أخرى بعد 3 أشهر خاض خلالها 9 مباريات فقط دون أن ينجح في هز الشباك، إلى الولاياتالمتحدة لينضم إلى صفوف لوس أنجلوس جالاكسي وخاض معه 101 مباراة سجل خلالها 57 هدفا. ومرة أخرى ، عاد دونوفان إلى ألمانيا وهذه المرة إلى صفوف بايرن ميونيخ في نوفمبر 2008 في تجربة لم تدم طويلا ايضا وانتهت في مارس 2009 خاض خلالها 7 مباريات فقط دون أن يفجر موهبته التهديفية. وحزم دونوفان حقائبه مجددا وعاد إلى جالاكسي ولعب معه 29 مباراة سجل خلالها 15 هدفا قبل أن تتم إعارته في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة إلى إيفرتون الإنجليزي ، حيث فك معه عقدته التهديفية خارج بلاد العم سام وسجل هدفين في 13 مباراة. ومر 11 عاما حتى الآن منذ أول عقد احترافي لدونوفان في أوروبا ، اكتسب خلالها خبرة كبيرة جعلته أفضل لاعب في تاريخ الكرة الأمريكية وبات يلقب ب"مرآة الولاياتالمتحدة". ودونوفان نشيط داخل الملعب وله مؤهلات فنية عالية، يلعب بالقدمين اليمنى واليسرى وصانع العاب متميز، والده كان لاعب هوكي. وخاض مباراته الدولية الأولى في 25 أكتوبر 2000 ضد المكسيك وعمره آنذاك 18 عاما وخلالها افتتح سجله التهديفي مع الولاياتالمتحدة ، وفي العام التالي اختير دونوفان أفضل لاعب واعد في الدوري الأمريكي مع فريق سان جوزيه واختير ايضا افضل لاعب في الدوري. ولفت دونوفان انظار العالم ومتتبعي مونديال كوريا الجنوبية واليابان عندما ساهم بشكل كبير في بلوغ منتخب بلاده الدور ربع النهائي عندما خسر بصعوبة أمام المانيا صفر-1 ، وهي أفضل نتيجة للأمريكيين في العرس العالمي منذ 70 عاما عندما بلغت الولاياتالمتحدة نصف نهائي مونديال 1930 في الاوروجواي. ويقول دونوفان في هذا الصدد "بالنسبة للاعبين الأمريكيين الذين يمارسون كرة القدم في الولاياتالمتحدة ويكسبون أموالا اقل من التي تمنح للمحترفين خارج البلاد ويملكون شهرة اقل من التي يملكها الاخرون في مختلف انحاء العالم، لهم هدف واحد وهو تطوير اللعبة في البلاد". ويبدو دونوفان، الخجول بطبعه ، محقا في تصريحه لأن أهدافه ساهمت كثيرا في إنجازات الولاياتالمتحدة بغض النظر عن تمريراته الحاسمة ولمساته الفنية للكرة. وخاض دونوفان 126 مباراة دولية حتى الآن سجل خلالها 44 هدفا وهو افضل هداف في تاريخ كرة القدم الأمريكية. , وتوج هدافا للكأس الذهبية مرتين عامي 2003 (4 أهداف) و2003 (3 أهداف). ويأمل دونوفان، الذي ولد مع شقيقة توأم، في ان يساهم في تقديم أفضل "وجه للكرة الأمريكية" في الادوار الاقصائية.