لم تكن مجرد قصة عابرة عرضها البرنامج من باب التسلية، أو اللعب على مشاعر المشاهدين، وإنما كان عرضا حقيقيا لرحلة كفاح جعلتنا جميعا ننتظر المزيد من التفاصيل فى حكاية «دهب» التى استطاعت أن تجتاز صعوبات الحياة، وأن تتقبل الواقع وتتعامل معه بكل الإصرار والعزيمة، ولم يلعب معها الإعلامى خيرى رمضان كثيرا دور المذيع، وآثر أن يفتح لها المجال فى فقرته الأسبوعية «أحسن ناس» من برنامج «مصر النهارده» للانطلاق فى عرض مشاهد من حياتها، وكيف خرجت من أسرة فقيرة بلا عائل، وحصلت على مؤهل عال، ثم قررت التعامل مع سوق العمل بكل ما فيها من صعاب، ومخاطر قد تواجه بنت فى مثل سنها، وبذلك ظهر رمضان كما لو كان منبهرا بضيفته، وهو ما يراه غيره من الإعلاميين خطأ فادحا لا يمكن أن يقع فيه واحد من نجوم برامج لتوك شو على الشاشة المصرية، ولكنى التمس لمقدم البرامج المخضرم العذر لأن «دهب» استطاعت أن تأخذنا إلى عالمها وأن تقنعنا بأن الأمل يظل دائما مفتاح النجاح وأن قواميس الإرادة لا تجمل كلمة المستحيل، ومن هنا رأى مضيفها أن الكادر لا يحتمل نجمين بعد أن خطفت الضيفة اهتمام المشاهدين، فترك لها مساحة واسعة للتعبير عن نفسها، واكتفى بدور من يقوم بترتيب فصول القصة، وليخرج بحلقة يراها متابعوه من أفضل حلقات البرنامج. فى نفس الأسبوع قدمت المذيعة ريهام سعيد فى برنامجها «صبايا» على قناة المحور حلقة استثنائية، وهى التى تناولت فيها عالم فاقدى البصر، واستضافت خلالها مجموعة من المكفوفين ليتحدثوا عن تجاربهم فى الحياة وكيف اجتازوا ظروف الإعاقة، وعرض بعض من المشاكل التى يواجهونها بسبب ظروفهم الجسدية، واستطاعت ضيفتها «رشا» أن تضعنا فى حالة من الانبهار الشديد بأفكارها وآرائها فى العالم من حولها، والذى تتجاوز عن أخطائه فى حقها وحق من هم فى نفس ظروفها، وتلتمس له الأعذار، وتؤكد أنها إنسانة عادية لا ينقصها أى شىء عن الآخرين، وأنها قادرة على رعاية طفلها القادم فى الطريق دون الحاجة لمساعدة، واستطاعت أن تأخذنا فى رحلة إلى عالم الظلام، شاهدنا من خلالها الحياة أكثر بساطة وجمالا.