أكد أنطونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان أمس الجمعة، أن عملية إعادة توطين مزيد من اللاجئين من العراق مستمرة، لكن مشكلة المهجرين العراقيين لا تزال قائمة. وأضاف جوتيريس الموجود في سوريا للاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو: كثير من اللاجئين يعيشون منذ سنوات في غياهب النسيان، وهذا سيتزايد لو لم تستمر الدول في قبول توطين اللاجئين العراقيين لديها. وأشار إلى أنه تم إعادة توطين نحو 52 ألف عراقي معظمهم في الولاياتالمتحدة منذ عام 2007، وأوصت مفوضية اللاجئين بضرورة قبول توطين 48 ألف لاجئ آخرين في بلدان مضيفة.وتجيء معظم طلبات اللاجئين من سوريا والأردن ولبنان ومصر وتركيا حيث يعيش معظم اللاجئين العراقيين في الخارج وعددهم نحو 1.8 مليون لاجئ. وأشار جوتيريس إلى العراق وأفغانستان والسودان والكونجو كمناطق صراعات كبرى قائلا إن عدد اللاجئين غير القادرين على العودة إلى ديارهم في ازدياد بسبب "تنامي وتيرة" العنف.وأضاف: الصراعات التي كنا نأمل أن تكون في مراحلها النهائية مازالت قائمة. وقال جوتيريس إنه من إجمالي 15 مليون لاجئ حول العالم عاد 251500 لاجئ فقط إلى ديارهم طواعية العام الماضي، وهو المستوى الأدنى في عشرين عاما، وذكر جوتيريس أن من بين هؤلاء العائدين هناك 38 ألف عراقي فقط.وأضاف أن الولاياتالمتحدة استقبلت ثلاثة أرباع اللاجئين العراقيين المهجرين، وتقدم 45% من هؤلاء بطلباتهم من سوريا. وتعرضت واشنطن لضغوط من المنظمات الدولية وأوروبا لاستقبال المزيد من اللاجئين العراقيين بعد قبولها 1200 فقط في العام المالي 2007 المنتهي في سبتمبر، لكن ذلك يظل جزءا كبيرا من إجمالي 3500 لاجئ عراقي تمت إعادة توطينهم في عام 2007 بكامله. وفي أوروبا جاءت السويد في مقدمة البلدان التي استقبلت اللاجئين العراقيين مما كشف النقاب عن مأساتهم على مستوى الاتحاد الأوروبي.وأدلى جوتيريس الذي شغل سابقا منصب رئيس وزراء البرتغال، بتصريحاته هذه في محافظة الحسكه شرق سوريا المجاورة للحدود العراقية. وتعرضت تلك المنطقة لمواسم جفاف متتالية. وبرغم العلاقات المتوترة مع الحكومة العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة، استقبلت سوريا مئات الآلاف من العراقيين الفارين من بلدهم في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003 .وأطاح الغزو بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وفتح الباب أمام إراقة للدماء على أساس طائفي، مما أدى إلى تهجير ما يزيد على أربعة ملايين عراقي. وتنظم الأممالمتحدة اليوم العالمي للاجئين للمرة الأولي في الشرق الأوسط. وسيشارك جوتيريس من الحسكه، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في مناسبة تستضيفها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن. وتحسنت العلاقات بين واشنطن والحكومة السورية منذ تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة في العام الماضي، لكن ظلت دمشق خاضعة للعقوبات الأميركية.