أكد فاروق حسني وزير الثقافة عن ارتياحه وترحيبه بقرار تبرئة النص التاريخي الشهير "ألف ليلة وليلة" من تهمة ازدراء الأديان والدعوة للفجور، مؤكدا أن هذا القرار "لا يعد فقط انتصارا للنص بل نوع من الحفاظ على التراث الإنساني بشكل عام". وقال حسني، في بيان له، إن قرار النائب العام عبد المجيد محمود بتبرئة "ألف ليلة وليلة" قرار تاريخي "رغم كونه الثاني من نوعه الذي يقف بشجاعة مع الحق الإنساني وحرية التعبير والإبداع بعد الحكم التاريخي الذي صدر قبل 24 عاما في نفس الإطار". يُذكر أن إدارة الاستئناف بمحكمة شمال القاهرة أصدرت في 30 يناير 1986 حكما قضى بعدم مصادرة النص واعتبرته أشهر تعبير عن الأدب الشعبي العربي والإسلامي ووصفته بأنه خلب عقول الأجيال في الشرق والغرب قرونا طويلة. وفي يوم الثلاثاء الماضي وزع النائب العام بيانا قال فيه إن "النيابة العامة قررت حفظ التحقيقات لعدم توافر أركان جرائم استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة وعدم احتواء المؤلف على ازدراء للأديان السماوية أو إثارة الفتن". وجدد فاروق حسني تأكيده على أن التراث الإنساني لا يجب التعامل معه بشكل غرائزي أو وفقا لوجهة نظر البعض لأنه تراث يجب الحفاظ عليه كما تركه الأجداد. من جانبه أشاد الدكتور أحمد مجاهد ، رئيس هيئة قصور الثقافة ، صاحبة حقوق نشر النص بقرار النائب العام ووصفه بأنه نصر لحرية التعبير وتأكيد على حضارة مصر وعراقتها وعلى أن سياسة النشر في هيئة قصور الثقافة تسير طبقا لرؤية وخطة محددة تستهدف نشر الثقافة الرفيعة. وأضاف أن "المؤلف صدر منذ ما يقارب قرنين وأعيدت طباعته مرارا وبقي متداولا ولم تعترض الرقابة على الطباعة لأنه من كتب التراث ويبعد كل البعد عن فكرة انتهاك حرمة الأخلاق بل إنه من الأدب الشعبي ومكون أصيل من مكونات الثقافة العامة". وكانت جماعة "محامون بلا قيود" تقدمت ببلاغ للنائب العام يطالب بمصادرة "ألف ليلة وليلة" الذي صدر عن سلسلة الذخائر في هيئة قصور الثقافة مطلع العام الجاري. وأثار البلاغ ضجة كبرى في أوساط المثقفين المصريين والعرب وتم تداول الخبر عالميا كون "ألف ليلة وليلة" جزء من تراث العالم الثقافي المتداول في كل البلدان.