كشفت مصادر سياسية مصرية رفيعة، أن الجانب المصري حمل جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي عدة رسائل سياسية مهمة وعاجلة، تتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والمطالبة بضرورة اتخاذ عدة إجراءات وقرارات عاجلة لوقف تدهور الأوضاع على أكثر من صعيد في المنطقة في المرحلة المقبلة. وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، في تصريح لصحيفة "الدار" الكويتية نشرته اليوم الأربعاء، إن من ضمن القضايا الحيوية التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها بين الرئيس حسني مبارك والوفد الأمريكي في شرم الشيخ يوم الاثنين، الاتفاق على أول خطوة لرفع الحصار الإسرائيلي عن مناطق غزة بشكل تدريجي، حيث تعهدت الولاياتالمتحدة ومصر بعودة الأوضاع بشأن المعابر والحدود كما كانت عليه، وعودة فرق المراقبين من دول الاتحاد الأوروبي وبحراسة قوات أمن فلسطينية، تتولى مصر حاليا الاتفاق بشأنها مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس، بحيث تعود المعابر كما كانت عليه قبل سيطرة حماس على القطاع. وأضافت المصادر أن الجانب المصري أبلغ بايدن رسالة تحذير واضحة للإدارة الأمريكية في قضية شن حرب ضد إيران في المرحلة المقبلة، نظرا للخطورة التي ستحل بالمنطقة وحالة الدمار والفوضى التي ستضرب كل دول المنطقة، وفي مقدمتها دول الخليج ثم بقية دول الإقليم، حيث نصحت القاهرة بايدن بضرورة حل أي خلافات أو تطورات مع إيران عبر الحوار السياسي والدبلوماسي، عبر وسطاء دوليين أو في المنطقة والتخلي عن فكرة الحرب مطلقا. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الجانب المصري أبلغ نائب الرئيس الأمريكي بضرورة تدخل واشنطن للضغط على إسرائيل لمنع أي عمل عسكري أو تهديد ضد سوريا أو لبنان وحزب الله، باعتبار أن مثل هذا الأمر سيشعل حربا موسعة على أكثر من جبهة عربية وإقليمية في وقت واحد، وضرورة تدخل واشنطن لضبط إسرائيل بأي وسيلة مع ضرورة قيام واشنطن بخطوات ملموسة وعاجلة لتحسين العلاقات مع سوريا، وتحريك ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية برعاية واحتضان أمريكيين، بشكل مواز للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة، أو حتى المباشرة في مرحلة لاحقة، باعتبار أن هذا مقياس النجاح الأمريكي الكامل في سلام الشرق الأوسط.