يحلم هانى الشهير ببندق بامتلاك مغسلة دراى كلين خاص به أو بالعمل فى هذا المجال لدى فندق معروف، ليترك عمله كموجى فى دراى كلين، بمنطقة الشيخ زايد، ويرفع دخله الذى وصل مؤخرا إلى 50 جنيها فى اليوم، لكن تكلفة المشروع لا تقل عن 80 ألف جنيه. «بدأت مهنتى منذ كان عمرى، 11 عاما، وكنت فى بداية المرحلة الإعدادية، بتوصيل الملابس للزبائن. كانت يوميتى وقتها جنيها واحدا فى اليوم. وقد تطورت المهنة خلال هذه الفترة تطورا كبيرا، فرضه دخول الأجهزة الجديدة للتنظيف والكى التى أصبح يعتمد عليها جميع من يعمل كمكوجى، كما يشرح بندق «المحل تغير شكله التقليدى بدخول أجهزة التنظيف الجاف ومكواة البخار الحديثة، وتعددت خدماته لتضم تنظيف المفروشات والسجاجيد». ويقول المكوجى إن الزبائن أصبحوا يعتمدون على مكواة البخار المنزلية، مما يهدد عمله، وهو ما دفع بأصحاب المهنة إلى تنويع الخدمات التى يقدمها المكوجى، حيث توسع أصحاب المحال فى تقديم خدمات تنظيف الملابس، وأعمال الحياكة بالإضافة إلى الكى، لذلك تحول محل عم حسن المكوجى الذى عمل به بندق إلى «دراى كلين ميدو». «زمان كنا بنكوى على شىء اسمه البنك والمكواة كانت حديد يتم تسخينها على البوتاجاز أو الباجور، أما الآن فالمكواة بالبخار تكوى جميع أنواع الأقمشة ونعتمد على جهاز اسمه الطاولة مجهز بشفاط يساعد على عدم تعرق الطاولة والتصاق الملابس بها». هذه الإمكانات الجديدة ساعدت على سهولة العمل وإنجازه فى توقيت أقل بكثير «الوقت الذى كنت أحتاجه لكى 10 قطع بالمكواة الكهرباء منذ سنوات، هو نفسه الذى احتاجه لكى 50 قطعة بالمكواة البخار فى الوقت الحالى». إلا أن استخدام هذه الأجهزة وتحديثها كان له أثره فى التكلفة، كما يؤكد بندق، «القميص كان سعر كيه من 25 إلى 30 قرشا فقط أما الآن فيتراوح من 100 إلى 150 قرشا».تطور الأجهزة ليس العامل الوحيد فى رفع السعر، ولكن يضاف إليه ارتفاع تكلفة الكهرباء، وزيادة القوى العاملة التى يحتاجها محل المكوجى الآن. يكره المكوجى استخدام المياه الساخنة فى غسل الملابس كما يؤكد بندق «الملابس المغسولة بميه سخنة كيها أصعب بكثير وتتطلب جهدا اكبر. نفسى أقول لكل السيدات بلاش الغسيل بمياه سخنه وخاصة للقمصان الرجالى وبلاش تستخدموا منعمات الأقمشة لأن استخدمهما يؤثر سلبا على نسيج الأقمشة ويصعب عملية الفرد». الفواتير أيضا من مستحدثات المهنة، كما يقول بندق «نتعامل الآن بالفواتير، نسخة مع الزبون ونسخة للمحل حتى يضمن كل طرف حقه».ويتذكر احد المواقف المضحكة التى مرت به قبل استحداث نظام الفواتير التى تسجل عدد قطع الملابس ووصفها «مرة زبون جاب لى قميص بنصف كم لأكويه، وعندما أتى لاستلامه فوجئت به يقول لى أنا جايب القميص بكم راح فين الكم». نوعية الملابس التى تأتى يوميا لمحل بندق اختلفت عن الماضى، يقول هانى إن الملابس ذات العلامات التجارية الشهيرة، السينيه، انتشر استخدامها مؤخرا «ثلاث أرباع الملابس التى أقوم بكيها من ملابس لماركات معروفة، واستخدامها يزيد حسب المنطقة السكنية التى يوجد بها المحل»، تبعا لبندق. يقول المكوجى إن هناك اختلافا فى نوعية الأقمشة المستخدمة فى الملابس المصنوعة الآن عن الفترات السابقة حيث أصبح من النادر وجود ملابس مصنوعة من الصوف أو الحرير، أغلب الملابس الآن مصنوعة من الكتان أو القطن. حلم امتلاك محل دراى كلين صعب المنال لتكلفته العالية «جهاز التنظيف فى حالة شرائه مستعمل يصل سعره إلى حوالى 70 ألف جنيه، أما فى حالة شرائه جديدا يتكلف من 140 إلى 160 ألف جنيه، هذا بالإضافة إلى تكلفة الطاولة والغلاية، والتى تصل إلى نحو 7 آلاف جنيه، فضلا عن سعر المكواة البخار الذى يصل 600 جنيه». القوى العاملة فى محل المكوجى لم تعد تقتصر على الصنايعى وصبى التوصيل فقط، بل إن محل المكوجى الصغير يتطلب تشغيل اثنين من الصنايعية أحدهما لأعمال الكى، وآخر للتنظيف «وعلى الأقل ثلاثة صبية للتوصيل بخلاف المسئول عن الإدارة»، تبعا لبندق.