«الفقر اللى بيخلينا ننتخب»، تقولها سعاد محمود، التى تبلغ من العمر خمسة وسبعين عاما، أثناء خروجها من إحدى اللجان الانتخابية بمدرسة شبرا القومية الثانوية لغات. على الرغم من إصابة سعاد بجلطة فى إحدى ساقيها، فإن ذلك لم يمنعها من الخروج للانتخاب. «ها نعمل إيه بس، ربنا يرزقنا بأى حاجة، واللى يبعته ربنا كويس، أنا جاية أنتخب الهلال والجمل، وما عرفش اسم اللى هانتخبهم، على الأقل نستفيد من الناس دى بحاجة، وإحنا مش بنشوفهم غير كل كام سنة»، تقولها سعاد، محاولة النزول من على الرصيف متكئة على إحدى سيارات الأمن، لتجلس على الرصيف، ولم تتحمل أكثر من دقيقتين للوقوف. داخل ميكروباص مغطى ببوستر لأحد مرشحى الحزب الوطنى، تقف أم محمود أمام مدرسة شبرا القومية، تنادى، التى تصغرها بعشرة أعوام، لتلحق بالميكروباص، الذى خصصه أحد مرشحى الحزب الوطنى لنقل السيدات من منازلهن حتى اللجان الانتخابية. «ياللا علشان نلحق الحاج رضوان، وناخد شنطة الزيت والسكر». ترى أم محمود، أن كل ما يحصلوا عليه من المرشح من كل دورة برلمانية شنطة الزيت والسكر. وتضيف «إزازة زيت، وكيلو سكر، 2 كيلو أرز، 2 كيلو مكرونة، آهه نواية تسند الزير، ياريت كل يوم يكون فى انتخابات، وناخد شنطة الزيت والسكر». تقوم فتحية محمود، ربة منزل، بإعداد الشاى للأمن والمراقبين الانتخابيين، وتسكن بجوار إحدى المدارس التى بها لجان انتخابية، وهى مدرسة السادات الصناعية التابعة للساحل. «ها طلع بقرش كويس النهاردة، أنا لغاية دلوقتى طول النهار بعمل شاى للناس، وممكن واحد يدينى جنيه، وواحد نصف جنيه، كله رضا». وتضيف: «بترزق، حد من المرشحين ممكن يدينى خمسين جنيه، وواحد يدينى مية جنيه، وممكن اطلعلى على الأقل بخمسمية جنيه فى يوم الانتخابات»، تقولها فتحية مبتسمة، بالرغم من التعب الذى تشعر به من إرهاق اليوم. فتحية أم لثلاثة أولاد، وتتمنى إسعادهم، وقضاء إجازة مصيف، لكن إمكانياتها المادية الضعيفة تحول دون ذلك كل عام، لكن ستحقق أمنيتها هذا العام، من خلال النقود التى حصلت عليها من إعداد الشاى للمراقبين. «ها فرح العيال، ونصيف السنة دى فى رأس البر، على الأقل نغير جو شوية، والعيال تحس إن فى حاجة جديدة بتحصل فى حياتهم».