قال الدكتور عرفات ماضى رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار على غزة ل«الشروق» إن «أسطول الحرية»، الذى تسيره «حركة غزة الحرة»، استأنف إبحاره صوب القطاع ظهر أمس، آملا بلوغ شواطئ غزة صباح (اليوم) الاثنين. د. ماضى عزا تأجيل وصول الأسطول إلى غزة، والذى كان مقررا أمس السبت، إلى «تشويش الاحتلال الإسرائيلى على أجهزة الاتصال بين سفن الأسطول، وحدوث أعطال فى سفينتين، فضلا عن تأخر السفينة الأيرلندية». وأوضح أنه «من أصل ثمانى سفن يتكون منها أسطول الحرية انطلقت ست سفن من نقطة الالقتاء فى المياه الدولية قبالة شواطئ قبرص، حيث انسحبت السفينة تشالينج 2 بسبب عطل، فيما جرى إصلاح سفينة أخرى، أما السفينة الأيرلندية فلم تلحق بالسفن فى نقطة اللتقاء، لذا فستواصل رحلتها منفردة إلى غزة». وسبق للبحرية الإسرائيلية أن اعترضت سفنا حاولت كسر حصار غزة على بعد عشرين ميلا من القطاع المحاصر منذ نحو أربع سنوات، كما اعترضت سفنا أخرى على مسافة سبعين أو ثمانين ميلا. لذلك قال رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول الحرية، إن «القائمين على الأسطول يضعون فى اعتبارهم التجارب السابقة لبحرية الاحتلال مع سفن كسر الحصار؛ لذا سيحرصون على بلوع مرحلة المواجهة مع البحرية الإسرائيلية صباح (اليوم) الاثنين؛ لفضح الاحتلال أمام العالم من خلال البث التليفزوينى الحى». وقبيل انطلاقهم من نقطة الالتقاء، عقد القائمون على «أسطول الحرية» اجتماعا أخيرا بحثوا فيه السياريونات المحتملة فى مرحلة المواجهة، ومن بينها أن تتوجه كل سفينة إلى غزة منفردة فى حال حدوث مواجهة مع البحرية الإسرائيلية. فإذا سيطرت بحرية الاحتلال على إحدى السفن، وشرعت فى اقتيادها إلى ميناء أسدود كما أعلنت فلن تتبعها بقية سفن الأسطول، بل ستحاول كل منها بلوغ غزة بشكل منفرد؛ لتشتيت قوات الاحتلال، معتبرين أن نجاح سفينة واحدة فى الوصول إلى القطاع سيكون انتصارا للأسطول. ووسط وعيد إسرائيلى متصاعد لم يجد نفعا، حتى مثول «الشروق» للطبع، مع نحو 750 متضامنا دوليا من أكثر من أربعين دولة، بينهم نواب برلمانيون، نشر جيش الاحتلال زوارق حربية مزودة بالصواريخ قبالة شواطئ غزة. كما تستعد سفن حربية أخرى للانطلاق إلى المياه الدولية عندما يقترب «أسطول الحرية» من شواطئ غزة، التى يفرض عليها الاحتلال طوقا أمنيا ضمن حصاره المفروض على القطاع منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع فى يونيو 2007. وأولا، ستطالب البحرية الإسرائيلية المتضامنين الدوليين بالعودة بسفنهم إلى حيث أتوا، فإن رفضوا فستسحب السفن إلى ميناء أسدود، كى تخضعها والمتضامنين لعملية تفتيش دقيق، قبل تخيير المتضامنين ما بين السجن والتوقيع على تعهد بعدم العودة، على أن تنقل مساعدات الأسطول البالغة نحو عشرة آلاف طن إلى غزة، وفقا لما أعلنته. وبموازاة استعدادات جيش الاحتلال الأمنية، تواصل وزارة الخارجية اتصالاتها مع العواصم المعنية لضمان عدم تأثر علاقات تل أبيب معها بما سيحدث مع «أسطول الحرية» خلال الساعات القليلة المقبلة، خاصة مع الأنباء عن خروج مائة قارب من غزة إلى عرض البحر لاستقبال الأسطول. أما إعلاميا، فثمة شبه إجماع بين الإسرائيليين، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، على أن تل أبيب خسرت المعركة الإعلامية فى مواجهة الأسطول، إذ يحظى باهتمام إعلامى وتعاطف دولى متزايد، بموازاة انتقادات متصاعدة لاستمرار الحصار على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى. وسبق ل«حركة غزة الحرة» أن سيرت سفنا تحمل مساعدات للقطاع ثمانى مرات، وبينما نجحت خمس مرات فى بلوغ القطاع المحاصر فقد حال الاحتلال الإسرائيلى دون وصول الحملات الباقية، وذلك منذ أول رحلة فى أغسطس 2008.