أثارت تصريحات الرئيس مبارك حول توقعاته عن رئيس مصر المقبل ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية، واعتبرها سياسيون تكريسا للمرحلة الضبابية التى تمر بها مصر. وفى مؤتمر صحفى مشترك عقد أمس الأول فى العاصمة الإيطالية روما بين رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلسكونى، والرئيس مبارك، بدا الأخير أنه لم يكن مستعدا لسؤال مفاجئ من صحفى ألمانى سأله. عما إذا كان ينوى ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية عام 2011، ورد مبارك مبتسما وقد رفع أصبعه إلى السماء «ربنا وحده الذى يعلم»، وقال باللغة الإنجليزية عندما سئل عمن يفضله كخليفة له «من يعلم.. من يعلم.. الله وحده يعلم من سيكون خليفتى». وهاجم أنصار الدكتور محمد البرادعى رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، تصريحات مبارك، واصفين هذه التصريحات بأنها «خلل آن الأوان لتصحيحه». وعقب عبد الرحمن يوسف المقرر العام للحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعى، وقال: الرئيس (مبارك) يتحدث عن الخلافة والرئاسة وكأنه أمر أو قرار يخص القيادة السياسية فقط ولا يخص الشعب، أو كأنه أمر قدرى يأتى بالقضاء والقدر من الله وليس للإرادة الشعبية نصيب فى تحديده «، مشيرا إلى أن ما حدث «خلل قد آن الأوان لتصحيحه». وأرجع الدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين السبب فى عدم تحديد الحزب الوطنى لمرشح الرئاسة حتى الآن إلى حالة الارتباك التى تعيشها مصر بشكل عام والحزب بشكل خاص،موضحا أن إجابة مبارك جاءت للتخلص من المأزق الذى وقع فيه ولذلك كانت غير واقعية. وفيما يخص انتخابات الرئاسة القادمة كرر العريان تأكيد الجماعة على عدم خوضها قائلا: «إننا كإخوان لا ننازع أحدا على السلطة ولن نرشح أحدا ». وحول تأييدهم لمبارك فى حالة ترشحه للانتخابات المقبلة. كما فعل إخوان السودان مع الرئيس عمر البشير ،قال العريان إنهم لن يؤيدوا مبارك فكل بلد يختلف عن الآخر ،مشيرا إلى أنه سيتم النظر فى برامج المرشحين الآخرين. من جهته قال منير فخرى عبد النور، سكرتير عام حزب الوفد ساخرا: «فعلا الله أعلم»، وأضاف «بيننا وبين نهاية ولاية الرئيس 15 شهرا، خلالها مياه كثيرة تمر تحت كبارى القاهرة». وتساءل ساخرا «ما الذى كان متوقعا أن يقوله الرئيس ؟ أنا أو ابنى؟»، وأضاف» أن الإجابة كانت من المفترض أن تكون أن صناديق الاقتراع هى التى ستحدد الرئيس، وأنا أفضل من يفضله الشعب». واعتبر عبد الغفار شكر، القيادى بحزب التجمع، أن الرئيس مبارك ملتزم بعدم الإفصاح عن خططه أو رؤيته إلا عندما يحين وقت الانتخابات، وقال «هو يتكتم عن نواياه وهذا سلوك لا يحدث فى دولة ديمقراطية، لأن الشعب من حقه أن يعلم من سيشارك فى المعركة الانتخابية». فيما شدد الدكتور محمد رجب، زعيم الأغلبية بمجلس الشورى، على أن الحزب الوطنى لن يعلن عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها فى نوفمبر من العام المقبل، إلا بعد انتهاء المدة الرئاسية الحالية للرئيس حسنى مبارك. وعلق رجب على التصريحات التى أدلى بها الرئيس قائلا «الرئيس كان واضحا ودقيقا فى رده على من يخلفه، وتساءل رجب: «لماذا نعلن عن مرشحنا قبل عام ونصف من إجراء الانتخابات»، موضحا أن الدستور يحسم المسألة وأضاف: «عندما يحين موعد الانتخابات عام 2011 سيحدد الرئيس ما إذا كان سيخوض الانتخابات، أو سيختار آخر عن الحزب الوطنى».