لفت المرض الغريب نظر أطباء الرمد فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وبدأت عجلة البحث العلمى.الأعراض تبدأ باحمرار عادى فى العين والتهاب وحكة، وفى حال تطوره تبدأ تظهر فى العين بقع بيضاء أو خضراء حسب نوع الفطر، وهى المرحلة التى تعنى أن العين دخلت مرحلة الدمار.أما المفاجأة فهى ان المرض هو جزء من الفاتورة الصحية التى يدفعها الإنسان بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض، الأمر الذى يمهد لإصابات فطرية للعين، لم تكن معروفة من قبل. فريق البحث الذى نجح فى الكشف عن الأسباب يتكون من دكتورة أمل سعد الدين أستاذة صحة البيئة والطب الوقائى بالمركز القومى للبحوث، والدكتور محمود عبدالمجيد رئيس قسم بحوث تلوث الهواء بالمركز، والدكتورة هالة المفتى أستاذة الرمد بقصر العينى فى الدراسة. «الدراسة تركزت على منطقة القاهرة الكبرى وتناولت نسب انتشار هذا المرض فى الفترة من عام 1990 إلى 2007 لمعرفة مدى ارتباطه بالتغيرات المناخية، وهو ما تم إثباته بالفعل»، كما تقول د. أمل. وأضافت د. أمل أن منظمة الصحة العالمية وافقت على الدراسة بعد عرضها فى مؤتمر علمى بأمريكا أخيرا، وتعهدت بنشرها فى أقرب نشرة دورية تصدر عنها وتوزيعها على الأطباء للانتباه.«درجات الحرارة من 28 درجة مئوية إلى 40 درجة تعد المستوى الأمثل لنمو الفطريات فى ظل مستويات الرطوبة العالية، وهو ما تعانيه مصر أخيرا». تحذر د. أمل من تجاهل الإصابة وضرورة علاجها بمضادات الفطريات وليس بالمضادات الحيوية العادية التى لا يكون لها تأثير فعال فى هذه الحالة، موضحة أنه «فى حال غياب العلاج الصحيح أو تجاهل الأعراض تكون النتيجة فقدان البصر نهائيا». وأشارت إلى أن أطباء العيون بدأوا فى الانتباه لهذه الحالات المرضية أخيرا، وفور وصول المريض يتم عمل مسح إجراء مزرعة للعين لمعرفة نوع الإصابة لتحديد العلاج الصحيح.ونبهت دكتورة أمل سعد الدين الى أن القلق الأكبر يكون على واضعى العدسات اللاصقة لأنها إذا لم تنظف بالسوائل السليمة بصفة دورية تكون بيئة صالحة لنمو الفطريات مع ارتفاع درجات الحرارة ومستويات الرطوبة، كما ينصح بخلعها فى أوقات انتشار الأتربة فى الهواء. وتقول: «أى التهاب فى العين لمرتدى العدسات اللاصقة، أو المعرضين للأتربة، أو العاملين فى أماكن تخزين البقول والمطاحن بمثابة ناقوس الخطر، ولابد من التوجه لطبيب العيون فورا». وللوقاية من الإصابة بفطريات العيون بشكل خاص وأمراض التغيرات المناخية بشكل عام تنصح دكتورة أمل بتفادى أوقات شدة الشمس التى تبدأ من الظهر إلى العصر، وارتداء النظارات الشمسية «المضمونة» أو وضع غطاء للرأس للحماية من الشمس، بالإضافة إلى تناول السوائل بصورة دائمة.