أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان تقريرها الخامس حول تفاعلات المجتمع المدني في مصر خلال شهر مارس 2010. وأعلن التقرير أن شهر مارس قد شهد 43 شكلا من أشكال الاحتجاج السلمي، تتمثل في 16 مظاهرة سلمية، 14 اعتصاما، 6 وقفات احتجاجية، 3 إضرابات عن العمل، 4 إضرابات عن الطعام. وأشاد التقرير بحالة الحراك السياسي والمجتمعي التي تشهدها البلاد، ورصد نشاط الجمعية الوطنية للتغيير، والتي منحها أولوية العرض لنشاطها خلال الشهر، وقال التقرير: إن الجمعية الوطنية انتقلت خلال شهر مارس نقلة نوعية، سواء في هيكلها التنظيمي بإنشاء عدد من اللجان، أم في القيام بعدد من الجولات الجماهيرية للبرادعي، واستقبال عدد من الوفود في منزله بطريق مصر الإسكندرية، ومنهم أقباط وسينمائيون. وأعتبر التقرير أن القوى الداعمة للبرادعي قد واجهت أول تحد أمني من جانب الأجهزة الحكومية تسبب في تأجيل الحركة المصرية من أجل التغيير(كفاية) المؤتمر الذي كان من المقرر عقده يوم الرابع من مارس في الفيوم بسبب ما أسمته بالضغوط الأمنية. ثم انتقل إلى أحزاب الائتلاف الأربعة، والتي وصف مؤتمرها المشترك حول الإصلاح الدستوري بأنه محاولة لإثبات وجودها على الساحة السياسية بما يتوازى مع وجود البرادعي. وبالنسبة لباقي الأحزاب، قال التقرير إن الوقائع تشير إلى أن باقي الأحزاب باتت تمارس الحياة الحزبية داخل المحاكم، بعدما أصبح النزاع الحزبي على موقع الرئاسة قدرا مكتوبا على هذه الأحزاب، لا يشعر معه المواطن بدورها ولا يعرف شيئا عنها! وانتقل التقرير إلى نشاطات النقابات المهنية، فتناول بالنقد الخلاف الجاري بنقابة الصحفيين حول قرار نقيب الصحفيين بتخصيص يوم واحد أسبوعيا للوقفات الاحتجاجية على سلم النقابة، والجمعية العمومية غير العادية التي عقدتها نقابة الأطباء، والتي أقرت فيها تنظيم وقفات احتجاجية يوم 3 مايو داخل جميع مستشفيات الجمهورية لمدة ساعة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، وتفعيل قرار الجمعية العمومية السابقة في مارس 2009 والخاص بالمحاسبة التأديبية للأطباء الإداريين المتورطين في التنكيل إداريا بزملائهم. وتناول التقرير استمرار الخلاف بين نقابة الصيادلة ووزارة الصحة بخصوص قرار وزير الصحة رقم 380 لسنة 2009 الخاص بالاشتراطات الصحية، والذي اعترض الصيادلة على بعض بنوده، والأزمة داخل مجلس النقابة حول طرق المحاسبة الضريبية للصيادلة. وأشار إلى جدل أعضاء نقابة السينمائيين بعد فوز محمد فوده بمقعد النقيب، حول إنشاء شكل نقابي آخر، بالإضافة إلى تأجيل نقابة الموسيقيين الانتخابات إلى أجل غير مسمى، ولأسباب غير معروفة. وأكد التقرير استمرار الانتقادات من جانب وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من المنظمات الدولية لانتهاكات الحكومة المصرية لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بقتل المهاجرين الأفارقة على الحدود، ومد حالة الطوارئ، واستمرار حالة التعذيب. ووجه ممثلو منظمات حقوق الإنسان انتقادات حادة لمشروع التعديلات المزمع إقرارها على قانون الجمعيات الأهلية. كما استمر التوتر بين د. هاني هلال، وزير لتعليم العالي، وأساتذة الجامعات، وقد شن عدد من أساتذة الجامعات هجوما عنيفا على الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، واتهموه بالتقاعس عن إنهاء أزمة عدم صرف زيادة دخول أعضاء هيئة التدريس إلى جانب استنكارهم حديث عن العملية التعليمية والإستراتيجية البحثية للجامعة، وهو الأمر الذي انعكس في إضراب أساتذة 10 جامعات بشكل رمزي عن العمل لمدة ساعة .