تلقت قناة بي بي سي عربي رسالة من منظمة جويس ماير التبشيرية الأمريكية، تقول إن وسيطها في الشرق الأوسط، أبلغها بأن قناة الحياة التبشيرية قد قررت التوقف عن بث برامج القمص زكريا بطرس اعتبارا من شهر يونيو. وقالت المنظمة، التي تصنف قناة الحياة ضمن شركائها الرئيسيين والأكثر نجاحا في الوصول إلى العالم الإسلامي، "نحيطكم علما وحسب ما أفادنا به... فإن هذا هو الشهر الأخير لبرامج الأب بطرس على قناة الحياة". بدأت قناة الحياة البث عام 2003، ويعد القمص زكريا بطرس أبرز وجوهها، وهو يقدم برامج تقوم على نقد الإسلام ورسوله محمد (صلى الله عليه وسلم). وسبق له تبرير هذا النهج في لقاء مع شبكة مسيحية أمريكية قال فيه: "إن المسلمين مغسولو الأدمغة ويتعين صدمهم لكي يفيقوا"، ويعاون القمص بطرس في القناة عدد من المتنصرين المصريين والمغاربة. وجاءت رسالة جويس ماير إلى بي بي سي عربي في إطار إعداد القناة لفيلم وثائقي عن المتنصرين في العالم العربي ضمن سلسلة "ما لا يقال" ويذاع مساء السبت المقبل. وقد سعى فريق البرنامج، إلى لقاء المسئولين في قناة الحياة التي تعمل في سرية تامة وتحيط العاملين بها بإجراءات أمنية مشددة، غير أن الرد على كل المحاولات كان بالرفض "لأسباب أمنية" كما أكد لنا المسئولون عن القناة. من ثم توجه فريق العمل إلى جويس ماير، بعد أن تأكد فريق العمل من وجود علاقة شراكة مع القناة ولكنها رفضت بدورها. وتابعت بي بي سي جهودها وقدمت إلى المسئولين عن المنظمة مقتطفات من البرامج التي تبث على قناة الحياة، وخاصة تلك التي يقدمها القمص زكريا بطرس. وردت جويس ماير في بيان إلى بي بي سي، مشيرة إلى أنها تشتري ما نسبته 20 في المائة من إجمالي الوقت الخاص بقناة الحياة، وتبث برامج المبشرة الأمريكية عليها بالعربية والفرنسية تسع مرات يوميا، لكنها لا تتمتع بأي سلطة تحريرية على ما تبثه الحياة من برامج أخرى. ثم أعقبت ذلك برسالة أخيرة أبلغت فريق العمل بخبر إيقاف برامج القمص زكريا بطرس. وتشتهر جويس ماير نفسها بخطاب خال من العنف مؤيد للتسامح، كما ينقل فريق العمل الذي حضر تجمعا لها في الغرب الأمريكي وسط الآلاف من مريديها من الأمريكيين. أما القمص زكريا بطرس فيقول إن أخاه قتل بسبب مواقفه الدينية، واضطر هو إلى الخروج نهائيا من مصر إلى الولاياتالمتحدة حيث يقيم الآن، وكانت الكنيسة القبطية في مصر قد أعربت عن عدم تأييدها لخطاب القمص زكريا بطرس.