أدعت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن ثمة ما يحير حول الطريقة التي سيطر من خلالها محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، على خيال المصريين الغاضبين من حكم الرئيس مبارك. واعتبرت المجلة أن البرادعي يفتقد إلى الكاريزما بشكلها التقليدي، وقالت إنه في أغلب الأحيان لا يبدو واثقا مما سيقوله، إذ تتخلل عباراته الكثير من التوقفات، كما اعتبرت أن مظهره يبدو كأستاذ جامعي أكثر منه قائد حملة تغيير! وأضافت المجلة -على لسان طارق مسعود، أستاذ مساعد السياسة العامة في جامعة هارفارد- أنه ربما قال البعض إن هذا مؤشر على مدى يأس المصريين من التغيير بعد تجمعهم حوله، مؤكدة أن مظهره الخجول يخفي وراءه شخصية فولاذية، كما أكسبته صراعاته مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش سمعة بطولية في الشرق الأوسط، وهو ما يخشاه النظام المصري. واستدركت المجلة أنه يبدو من غير الواضح إذا ما كان على نظام مبارك القلق من البرادعي خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك إثر تأكيداته على أنه لن يشارك فيها ما لم يخضع الدستور لتعديلات، من بينها إلغاء العمل بقانون الطوارئ، أو بأسلوب آخر، ما لم تصبح مصر ديمقراطية خلال ال16 شهر المقبلين. وتابعت "نيوزويك" أن ذلك الأمر يحتاج فترة طويلة يمكن التغاضي عنها، مقابل أن يكون لدى البرادعي خطة يطمح إلى إنجازها بعد أن أنشأ موقعا إليكترونية وبيانا يسعى لجمع ملايين التوقيعات من أجله، وعلى الرغم من جميع ما سبق، فمن غير الواضح كيف سيستخدمه لإنهاء نظام مبارك. وزعمت المجلة أن البرادعي يبدو وكأنه سوف يقنع حكام مصر ببيانه وخطبه الرنانة، وأن الضغوط من أجل الإصلاح لا يمكن تجاهلها أكثر من ذلك، مضيفة أن غالبية الانتخابات في مصر منذ عام 1984 يصوت خلالها مئات الآلاف من الجماهير ضد الحزب الحاكم دون أي تأثير. وأكدت المجلة أنه من الصعب أن يحقق البرادعي شيئا في حالة تمسك بشروطه وتهديده بتحريض الشعب على مقاطعة الانتخابات في حالة عدم تغيير الدستور، لافتة إلى أن غالبية المصريين غير مضطرين إلى التصويت بأي شكل من الأشكال، حيث لم تحظ الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2005 إلا بإقبال نحو 25% من الشعب.