بعد حالة من الترقب دامت خمسة أيام، أعلن الحزب الوطني الديمقراطي أسماء مرشحيه لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، مساء أمس الأحد، وهي الأسماء التي أفرزتها المجمعات الانتخابية، وظلت "سرا حربيا" حتى اللحظات الأخيرة من عمر المهلة المحددة لتقديم أوراق الترشيح. فقبل لحظات من إغلاق لجان تلقي الطلبات لأبوابها، تقدمت أمانات المحافظات بطلبات مرشحيها لتفويت الفرصة على الراسبين لدخول الانتخابات كمستقلين رغم تحريرهم توكيلات تخول أمين المحافظة التنازل بالنيابة عنهم حال انشقاقهم وتقدمهم للجنة. وأثارت نتائج المجمعات الانتخابية ردود فعل متباينة في المحافظات ، ففي الوقت الذي طافت فيه مسيرات ومواكب النصر للمرشحين عن الوطني، قابل المخفقون النتائج بحالة من التذمر، وصلت إلى حد إعلان العصيان والوقوف في وجه مرشح الحزب. ففي محافظة قنا رصد الزميل حمادة عاشور، حالة من الغضب الشديد، تزامنت مع إعلان الحزب قائمة مرشحيه،واحتفاظه بالحرس القديم. وفي رد فعل سريع لقبيلة الأشراف بدائرة مركز قنا، أعلن عدد كبير من أقطاب القبيلة عن نية أكثر من 2000 منهم في تقديم استقالتهم من الحزب، احتجاجا على عدم اختيار ممثلهم رفاعي عبد الوهاب، والذي قال للشروق: الحزب الوطني أخطأ في اختيار مرشحه لأن القبيلة تمتلك أكثر من 120 ألف صوت داخل دائرة قنا، وأضاف: تعرضت قيادات الحزب في القاهرة للتضليل للإبقاء على العضو الحالي. وقال مصدر مطلع في الحزب الوطني بالفيوم للزميل ميشيل عبد الله، إن المهندس أحمد عز أمين التنظيم، لم يلتزم بتعهداته في الالتزام بما يسفر عنه المجمع الانتخابي من نتائج، لأن مرشح الحزب محمد بهنس والذي اختير للدائرة الثانية، لم يحصل على أي أصوات في المجمع الانتخابي، وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن هناك تنبيهات على الذين لم يقع عليهم الاختيار لعدم انتقاد الحزب والانشقاق عليه، وتلقوا وعودا بإمكانية ترشيحهم في انتخابات الشعب المقبلة. وقال الزميل يونس درويش، مراسل الشروق في أسيوط، إن حالة من الاستياء سيطرت على أعضاء الوطني في المحافظة، وأن 30 عضوا من الوحدات الحزبية من قرى منفلوط والقوصية وديروط ومركز أسيوط (بينهم أعضاء الشورى السابقين وأعضاء بالمحليات) تقدموا باستقالات إلى أحمد عبدالعزيز، أمين الحزب، احتجاجا على سيطرة الحرس القديم على ترشيحات الشورى، وتجاهل شباب المرشحين. فيما شهدت كنائس أسيوط حالة من الفرحة، بعد اختيار الحزب للعمدة مالك مرشح، عقب تجاهل الحزب لترشيح الأقباط في المحافظة والذي دام أكثر من 30 عاما. ونقل الزميل حمادة الشوادفي عن عدد من مشايخ القبائل في جنوبسيناء عزمهم على الوقوف في وجه الحزب، وعدم مساندة مرشحه في الانتخابات، وتسود المحافظة حالة من الغضب بعد إعلان مرشح الحزب، وهو ما ترجمه البعض إلى رسائل ينشرونها بين الأهالي للوقوف في وجه مرشح الوطني. ووصف مراسلنا في السويس سيد نون، الموقف في المحافظة بأنه صادم، وقال إن الراسبين في المجمع الانتخابي طالبوا قيادات الحزب برد مبلغ التأمين 5 آلاف جنيه. وقال أحد قيادات الحزب إن الصدمة والدهشة التي انتابت أعضاء الحزب سببها التأكيدات التي قطعها قادة الحزب في الأمانة العامة، من أنه سيتم احترام المجمع الانتخابي واستطلاعات الرأي، وهو ما لم يحدث. ولجأ عدد من المستبعدين من المجمع الانتخابي في شمال سيناء إلي تقديم أوراق أقاربهم حسبما أفاد الزميل مصطفى سنجر، والذي رصد حالة من الانقسام داخل قبيلة الفواخرية في العريش . فقبل إعلان اسم مرشح الحزب بساعات قليلة، تسرب اسم المرشح ليسارع اثنان من المتقدمين للمجمع الانتخابي بتقديم أوراق اثنين من أقاربهما إلى لجنة تلقي الطلبات، حيث تقدم مدحت جودة، شقيق المرشح سمير جودة، بأوراقه، كما تقدم محمد سهمود القصلى، ابن عم المرشح أحمد القصلى بأوراقه، لتنقسم قبيلة الفواخرية التي ينتمي إليها مرشح الحزب عبد الحميد سلمى والمرشحين المستقلين. وقال المرشح المستبعد سمير جودة: لن نلتف حول مرشح الحزب الوطني في أي مرة قادمة لأن الحزب رسخ الانقسام داخل القبيلة. وأكد مراسلنا في المنيا ماهر عبد الصبور، أن ردود أفعال المستبعدين تباينت بين التلويح بالاستقالة، والتهديد بالتحالف ضد الوطني ولو مع الإخوان. ونقل عن يحيى الصواف -أحد المستبعدين بدائرة ملوي- قوله: ما حدث كان أمرا عجيبا، وكان من الواجب على الحزب الوطني أن يحدد موقفه قبل المجمع الانتخابي، فلا يجوز أن يتقدم الجميع للمجمع ثم نفاجأ بمرشح هابط علينا ب (البراشوط). وقال مصطفى مهدي عبد الرحيم "مستبعد": الحزب يخسر أعمدته في القرى والمراكز، وسيواجه تحالفات معلنة وغير معلنة، وقد بدت بوادرها بدفع أحد أعضاء الوطني لأسماء بعينها للترشح كمستقلين، وتضارب تعليمات الحزب وعدم حسمه للمواقف أدى لظهور مرشح للإخوان بالدائرة والبقية تأتي. وامتدت حالة السخط إلي محافظة دمياط التي نقل منها الزميل حلمي ياسين، ردود فعل متباينة، إذ قال المحاسب طلعت إسماعيل (أحد المستبعدين): هناك دعم من القيادة التنفيذية لمرشح بعينه رغم سقوطه جماهيريا، فعندما تقدمت للمجمع الانتخابي كنت مقتنعا بما تم نشره من تصريحات على لسان مسئولين كبار في الحزب الوطني ولم ينفذوا ما وعدوا به، وكانت نتيجة الترشيحات بمثابة فضيحة.