بأسلوبهم الخاص، بدأ أهالي محافظة الإسكندرية احتفالاتهم بالمولد النبوي الشريف من خلال توزيع الشربات بالموز على المارة في الشوارع. ولم تقتصر مظاهر الاحتفال على المسلمين فقط، بل شارك الأقباط إخوانهم المسلمين في هذه الفرحة، في تقليد يعكس مشاعر المحبة والتآلف، كما يفعلون في الأعياد والمناسبات الدينية وشهر رمضان. "كلنا واحد، ومفيش فرق بين مسلم ومسيحي"، هكذا بدأ الشاب كيرلس جمال حديثه مع "الشروق"، خلال جولتها الميدانية أثناء توزيعه للشربات احتفالًا بالمولد النبوي الشريف. كيرلس أعد الشربات مع أشقائه وأبناء عمومته قبل يوم كامل، رغبةً منه في مشاركة جيرانه وأصدقائه المسلمين مشاعر البهجة والسرور. وعبّر كيرلس عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال، مؤكدًا أنه لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي، وأن مشاعر التسامح والمحبة المتبادلة، سواء في الكنائس أو المساجد، جعلت العلاقات أكثر قوة وتماسكًا. وأشار كيرلس إلى أن تبادل التهاني في الأعياد والمناسبات أصبح عادة موروثة في الإسكندرية، وهو ما دفعه للمشاركة في توزيع الشربات بالموز على نطاق أوسع هذه السنة، بعدما كان يقتصر الاحتفال على الأصدقاء فقط. وقال: "دي السنة التانية اللي ننزل نفرح أهالينا في الشارع، وإن شاء الله تستمر لينا عادة نفرح بيها إخواتنا المسلمين." أما عن أصل هذه العادة في الإسكندرية، أوضح كيرلس أنه تربى عليها منذ طفولته، ولا يعرف سبب توزيع الشربات بالتحديد، لكنه يعتقد أن الشربات يعبر عن الفرح والبهجة، لذا استخدمه السكندريون للاحتفال بالمولد النبوي. كيرلس وأبناء عمومته حرصوا على تقديم الحلوى إلى جانب الشربات للمارة وركاب السيارات، وسط ترحيب الناس، في مظاهر احتفال يطغى عليها الحب والتسامح، وروح الوطنية. في ختام حديثه، وجه كيرلس رسالة قائلاً: "المحبة جميلة، ولما أشارك أخويا الفرحة وأعبر له عن حبي، أكيد هيشاركني الفرحة والحب. المحبة بينا، مسلمين ومسيحيين، متبادلة. إحنا اتعلمناها من إخواتنا المسلمين، المحبة والمبادرة بالتهنئة. كلنا واحد، وطالما بنحب بعضنا هننجح وهننتج، وهتبقى مصر أم الدنيا."
