نظم نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، حفل تكريم للأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بمناسبة توليه المنصب، وتكريم الأستاذ الدكتور شوقي علام، المفتي السابق، على جهوده خلال فترة توليه. وشهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة، بينهم: وكيل الأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وأمين سر اللجنة الدينية لمجلس النواب، ورئيس نادي أعضاء هيئة التدريس، واللواء شريف سيف الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية السابق. وأكد الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، أن عطاء الدكتور نظير عياد، كان ولا يزال مميزًا ومستمرًا في جامعة الأزهر، وفي مجمع البحوث الإسلامية، معبرًا عن ثقته في تميزه كذلك في دار الإفتاء المصرية، باعتباره قامة علمية كبيرة، وابنًا لمؤسسة الأزهر الشريف المعطاءة. وأضاف في كلمته: "هذا التكريم يعبر عن لمحة كريمة وموفقة، إنها لفتة إنسانية تعكس مدى تلاحم وتكاتف أبناء الأزهر الشريف في جميع المواقع حيث يجمع بين الوفاء والاحتفاء في آن واحد، فالأزهر منجم للعطاء، وكل منا يؤدي رسالة في صرح الأزهر الكبير". وفي السياق نفسه، قال الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: "شهادتي مجروحة في الدكتور نظير عياد حيث رأينا المجمع في قمة عطائه العلمي والثقافي، فكان المسئول عن الوعظ والدعوة والفتوى والبحوث والرصد، ومنجزاته يراها الجميع ونسأل الله له أن يحلق بدار الإفتاء المصرية ليكون لبنة كبيرة في دار الإفتاء. فهو يملك الرؤية لاستمرار العطاء والبناء." وعن تاريخ "عياد" في مجمع البحوث الإسلامية قال الدكتور محمد الورداني، مدير المركز الإعلامى بالمجمع، إن اختيار الدكتور نظير عياد مفتيًا للديار المصرية، يرجع لطبيعته الشخصية والعلمية؛ إذ يتبنى مدرسة فكرية ومنهجية، تتفق تمامًا مع مدرسة الأزهر الشريف المتميزة بالاعتدال والوسطية. وأضاف في تصريحه ل"الشروق": "الدكتور نظير عياد رجل قارئ له كثير من المؤلفات خصوصًا في تخصصه علم الكلام، كما يعتبر صاحب قلم فصيح فتناولت مقالاته في مجلة الأزهر كثيرًا من القضايا الدينية والفكرية، والدينية، فضلًا عن إنتاجه من الأبحاث العلمية". وواصل: "التحق عياد بكثير من اللجان العلمية سواء داخل جامعة الأزهر أو مجمع البحوث، أو قطاع المعاهد الأزهرية، كما شارك بشكل كبير في تشكيل وتطوير مناهج جامعة الأزهر، وقدراته العلمية والعملية أهلته لمثل هذه المناصب القيادية كأمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، ثم مفتيًا للديار المصرية". وعن تخصص المفتي الجديد في العقيدة والفلسفة، أوضح الورداني أن طالب العلوم الشرعية في جامعة الأزهر يدرس الفقه وعلوم الشريعة بأكملها، إضافة إلى تخصصه، لافتًا إلى أن كثير من المفتين من قبل قد تولوا المنصب وكان تخصصهم عقيدة وفلسفة، قائلًا: "الأمر يتوقف على الخبرات العلمية للشخص ونشاطه العلمي". وفي سياق متصل، قالت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات بالأزهر الشريف: "إن دكتور نظير عياد إضافة لكونه مديرًا خلوقًا للغايه، إلا أنه منظم في عمله ومميز بكونه غير سريع في اتخاذ القرارات، فمنهجيته تعتمد على دراسة أي موضوع بشكل متكامل أولًا، وإحالته للمتخصصين عند الحاجة، إذ كثير ما أحال بعض القضايا للجان مجمع البحوث الإسلامية لدراستها بشكل متكامل". وتابعت في تصريحات ل"الشروق": "من جهة الفتوى تلمست بعض الانتقادات من الناس تتساءل عن سبب توليه لمجال الإفتاء في حال كونه قسم عقيدة، ظنًا في أن الإفتاء يجب أن يتولاها شخص تخصصه في الفقه فقط، إلا أنني أود توضيح الفكرة إجمالًا في أن خريج أصول الدين يدرس الفقه بتوسع طوال سنوات الدراسة الجامعية، وليس بعيد عنه إجمالًا". واستكملت: "أما تفصيلًا؛ دكتور نظير عياد كان رئيسًا لمركز الفتوى الإلكتروني، وبالتالي يتابع ويباشر عمل الفتوى لمجمع البحوث الإسلامية، إضافة إلى لجان الفتوى على مستوى الجمهورية التي كانت تحظى بإشرافه ومتابعته باعتباره كان أمينًا عامًا للمجمع، فقضية الفتوى والأسئلة الفقهية ليست جديدة عليه علميًا أو عمليًا". وأردفت: "مجمع البحوث الإسلامية كإدارة تضم لجان الفتوى، ومناطق الوعظ، ووحدات لم الشمل، وملفات الوافدين، ومركز الفتوى الإلكتروني، تعتبر مسئولية كبيرة جدًأ فمن يديرها بنجاح ويستمر فيها 6 سنوات من 2019 حتى الآن أعتقد يستطيع إدارة ملف دار الإفتاء بسهولة". يذكر أن الدكتور نظير عياد تولى منصب مفتي الديار المصرية اعتبارًا من 12 أغسطس 2024، خلفا للدكتور شوقي علام، بقرار جمهوري من الرئيس عبد الفتاح السيسي، و بتوصية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
