عندما أعلن المنتج إسماعيل كتكت أنه قام بإسناد مهمة إخراج مسلسله «ملكة فى المنفى» إلى مخرجين هما السورى محمد زهير رجب والمصرى وائل فهمى عبدالحميد ليتم إنجاز العمل فى أسرع وقت للالتحاق بالموسم الرمضانى، قامت الدنيا. ولم تقعد خاصة أن هذه هى «التقليعة» الأولى من نوعها فى العمل الفنى، الذى اعتدنا أن يحمل بصمة ورؤية مخرجه، الذى اصطلح على تسميته «رب العمل»، فكيف يتم إسناد العمل الواحد إلى مخرجين كل منهما ينتمى إلى جيل مختلف بل من دولتين مختلفتين وبرؤيتين مختلفتين، لكن أن فكر «رأس المال» كان له رأى آخر واجب النفاذ. الغريب أن حالة هذا المسلسل لم تكن استثناء أو وضعا شاذا خرج عن القاعدة بل كان بداية لظاهره غريبة انتشرت خلال هذا الموسم الدرامى، وطالت مسلسلات أخرى منها الجزء الثانى من مسلسل «الهاربة» بطولة تيسير فهمى، حيث انشغل مخرجه اللبنانى يوسف شرف الدين بتصوير الجزء الثالث من مسلسل «الدالى» بطولة الفنان نور الشريف. الذى بدأ التصوير متأخرا، وبالتالى رفض يوسف السفر إلى أمريكا لتصوير المشاهد المتبقية من الهاربة لأن هذا سيستغرق منه وقتا طويلا يعطل عمله الآخر بشكل كبير، الأمر الذى سيفسد علاقته مع الفنان نور الشريف بطل مسلسلاته فى الفترة الأخيرة. ومن هنا سار المنتج أحمد أبوبكر، منتج العمل، على نفس الدرب الذى سار عليه كتكت، لكن على طريقته الخاصة، فأبوبكر لديه مسلسل آخر وهو «بفعل فاعل» تقوم بدور البطولة أيضا زوجته الفنانة تيسير فهمى، ويشترك معها نفس أبطال «الهاربة 2» تقريبا والمسلسل يقوم بإخراجه المخرج تيسير عبود. والمتوقع أن يسافر إلى أمريكا لتصوير بعض المشاهد هناك، وعليه قرر المنتج أن يسند المشاهد المتبقية من «الهاربة 2» إلى تيسير عبود ليقوم بتصويرها فى أمريكا أثناء فترة وجوده هناك، من جانبهما لم يعترض كل من يوسف شرف الدين، ولا تيسير عبود، الذى طالب بحصوله على مقابل مادى نظرا لتصويره هذه المشاهد تخصم من أجر المخرج الأصلى للمسلسل، ولم يطالب بوضع اسمه على التتر! والمسلسل الثالث الذى شهد واقعة مشابهة هو مسلسل «هز الهلال يا سيد» بطولة الفنان ممدوح عبدالعليم فبعد أن انتهى المخرج سامى محمد على من تصوير نحو 25% من مشاهد العمل نشبت خلافات عديدة بين المخرج والجهة المنتجة. الأمر الذى أدى إلى توقف التصوير لحين الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، وقد تم بالفعل فسخ التعاقد مع المخرج الأصلى للعمل بعد منحه أجرة مقابل المشاهد، الذى قام بتصويرها، وتم إسناد المسلسل للمخرج «أحمد صقر»، الذى اضطر مراعاة للظروف التى أحاطت بالعمل أن يستكمل المشوار الذى بدأه زميله! وهناك أيضا مسلسل «أغلى من حياتى»، الذى كان له وضع مختلف عن المسلسلات الأخرى فبعد أن وقع الاختيار على المخرج الشاب عمر الشيخ لتولى إخراج هذا العمل، وبدأ «الشيخ» يعد لمسلسله، ويجرى التجهيزات اللازمة إلى أن تم تحديد موعد لتصوير أول المشاهد، وبعد ثلاثة أيام فقط من التصوير دب الخلاف بينه وبين بطل العمل، محمد فؤاد. الذى أقسم للجميع بأنه سيقدم دراما عربية مختلفة عن تلك التى نشاهدها منذ سنوات طويلة! ورفض الشيخ الانصياع لأوامر فؤاد الذى طالب الجهة المنتجة أن تستغنى عن المخرج اأصلى للعمل وتستعين بمخرج آخر يكمل المشوار وهنا اضطرت الشركة المنتجة أن تستجيب لطلب البطل حتى لا يتعطل مسيرة العمل. وتم فسخ التعاقد وإسناد العمل لمخرج آخر، وهو «مصطفى الشال»، الذى عرف منذ البداية أنه لن يكون رب العمل فى ظل وجود محمد فؤاد بل سيكون منفذا لأوامره ورؤيته التى ستغير خريطة الدراما! وانضم مسلسل «مملكة الجبل» بطولة الفنان عمرو سعد لهذه القائمة بعد ظهور الخلاف بين المخرج مجدى أحمد على والمنتج ممدوح شاهين. وفوجىء مجدى بعد فترة من تصوير العمل بأن المنتج يقوم بالاتصال بعدد من المخرجين لإسناد مهمة إخراج العمل لهم، حيث قام زميله المخرج سامى محمد على بالاتصال به يخبره بأنه تلقى مكالمة من ممدوح شاهين يعرض عليه استكمال التصوير. وقد أبلغه رفضه فازدادت الأمور سوءا ووصلت إلى نقابة المهن السينمائية واجتمعت لجنة الطوارئ بالنقابة للوصول لحل يرضى جميع الأطراف. وكان الحل أن يرشح مجدى أحمد على مخرجا آخر يعمل من خلاله بوحدات كاميرا إضافية يقوم بتصوير ما سينده له من مشاهد ليتم إنجاز العمل فى الوقت المناسب خاصة أن المسلسل تم التعاقد عليه من قبل أكثر من قناة فضائية، وهناك شروط جزائية قد تتسبب فى خسائر فادحة ما لم يتم الالتزام بالبنود!