عاجل- تصل إلى 30 جنيهًا.. ارتفاع أسعار الطماطم تشغل الأسواق المصرية    «المشاط» و«كجوك» يتابعان جهود فض التشابكات المالية بين بنك الاستثمار القومي والبريد    وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تتفقدان مراحل إنشاء البنية التحتية لمدينة المخلفات بالعاشر من رمضان    السوداني يستقبل الرئيس الإيراني في مراسم رسمية بمطار بغداد الدولي    الجيش الإسرائيلي: مقتل جنديين وإصابة 7 جراء تحطم طائرة إجلاء عسكرية في رفح    بعد رباعية بوتسوانا.. بعثة منتخب مصر تعود للقاهرة    ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي 2024-2025 قبل بداية الجولة الرابعة    استقبال حافل لأبطال مصر المشاركين في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024    حارس الأرجنتين يعاقب «كاميرا» بعد الخسارة أمام كولومبيا    اليوم.. طقس شديد الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 درجة    ضبط 32 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    الأمن يكشف تفاصيل فيديو تعدي سائق ميكروباص على سيدة في الفيوم    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يختتم فعالياته ويعلن جوائز دورته ال31    جيش الاحتلال الإسرائيلي: مقتل جنديين وإصابة 7 آخرين في تحطم طائرة عسكرية    رفع كفاءة مدرسي المدارس الثانوية الفنية للتمريض للتعامل مع الاستقبال والطوارئ في دمياط    أخطاء شائعة في استخدام "الإير فراير" وكيفية تجنبها    «الشربيني» يوجه بوضع خطط زمنية محددة لإنهاء تنفيذ وحدات «سكن لكل المصريين»    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأربعاء 10 سبتمبر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    تداول 11 ألف طن و517 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    كرة يد.. منتخب مصر يفوز على غينيا في ثاني مواجهاته ببطولة إفريقيا للشباب    أحمد يعقوب: التسهيلات الضريبية الجديدة تدعم الاستثمار وتمكين القطاع الخاص    وكيل "تعليم دمياط" يبحث استعدادات العام الدراسي في فارسكور    جامعة حلوان تعلن إجراءات الكشف الطبي للطلاب الجدد    نتيجة الثانوية العامة 2024 الدور الثاني.. إعلان وشيك وتنسيق المرحلة الثالثة يبدأ غدًا    إصابة 6 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بمحور 26 يوليو    إخماد حريق داخل منزل فى العياط دون إصابات    مصير سعد الصغير بعد حيازته مخدرات بمطار القاهرة: يجري تحليلا في الطب الشرعي    حبس 3 عناصر إجرامية بتهمة ترويج المخدرات في الشروق    ترامب يهاجم هاريس في المناظرة ويتهمها بتصعيد الأزمات العالمية    بالفيديو.. رئيس مركز ميتشل للأبحاث: هاريس قدمت أداء أفضل من ترامب في المناظرة    أشرف عبد الباقي يضع شروطا للمشاركة في فهد البطل    عيد النيروز.. تعرف على سر تناول الأقباط للبلح والجوافة    موعد عرض الحلقة الأولى من مسلسل إنترفيو بطولة رنا رئيس على WATCH IT    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 11-9-2024 في المنيا    الاحتلال يقتحم مخيم طولكرم ويدمر البنية التحتية    مقتل وفقدان المئات وابتلاع قرى كاملة.. إعصار «ياجي» يدمر فيتنام    كل ما تريد معرفته على لقاح الإنفلونزا الموسمية.. ما أعراضه الجانبية؟    قافلتان طبيتان من 11 تخصصاً بقرى الأقصر    لجنة للمرور على أعمال الحماية من السيول بطرق غارب والزعفرانة والشيخ فضل    خالد الصاوي يثير الجدل بنعي كلبته: هل الحيوانات تُبعث يوم القيامة؟    نور النبوي: أخويا التوأم أكبر مني بخمس دقائق.. و«الفوبيا بتاعتي الشعور بالفشل»    طريقة عمل الكاتشب في البيت، هيوفر في الميزانية    منصة المناظرة.. ما المسافة التي تفصل بين ترامب وهاريس؟    حصول 19 مؤسسة تعليمية ب دمياط على شهادة جودة التعليم والاعتماد    حمادة عبد اللطيف: لست قلقًا على هجوم الزمالك    عاجل - هاريس عن حرب غزة: حماس منظمة إرهابية وإسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها    "هنتحبس كلنا".. نهاد أبوالقمصان تنتقد مسودة قانون الإجراءات الجنائية الجديد    يتنازل ويجتهد لنجاح العلاقة.. تعرف على برج السرطان كزوج    العلوم الاجتماعية والإنسانية عند الأمريكان    وزير التعليم العالي يصدر قرارًا ببدء الدراسة بكليات جديدة بجامعة اللوتس (التفاصيل)    أهداف مباراة ليبيا وبنين في تصفيات كأس أمم إفريقيا    وزير الثقافة الأسبق: أمريكا سعت لفرض المثلية الجنسية على مصر    تعادل مثير بين هولندا وألمانيا في دوري الأمم الأوروبية    إذا كان الاحتفال بذكرى المولد النبوي عبادة فهل فعلها الرسول وأصحابه الكرام؟.. الإفتاء ترد    حلال أم حرام؟ حكم شراء سيارة أو شقة عن طريق البنك    بينهم «زاهر» و«الشعشاعي».. تعرف على قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم الأربعاء    وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ .. موضوع خطبة الجمعة القادمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استخدام الجيش الإسرائيلى المدنيين الغزيين دروعا بشرية يُضعف حملة إسرائيل ضد «حماس»

إن استخدام الجيش الإسرائيلى الغزّيين دروعا بشرية، والذى كشف عنه تحقيق «هآرتس»، لا يمكن تبريره بالتفسيرات التى كان الجيش قد قدمها فى بداية هذه الألفية. فهذه الممارسات تتعارض مع القانون الدولى، وكذلك مع قرار المحكمة الإسرائيلية العليا، الصادر فى سنة 2005، والذى حظر استخدام «إجراء الجار» و«إجراء التحذير المبكر» فى الضفة الغربية. ونتيجة هذا القرار، فُرض حظر واضح على هذه الممارسات فى كتيّب أوامر وتعليمات الجيش.
إن المنطق الكامن خلف استخدام الفلسطينيين لتفتيش ومسح الأنفاق واضح: من الأفضل تعريض حياة الغزّيين للخطر، بدلاً من حياة جنودنا، حتى لو كان الغزّى مدنيا، وليس مقاتلاً. ومع ذلك، فإن هذا هو بالتحديد ما ينبغى منعه، وفقا للأسباب التى ذكرناها. يتمثل الهدف الأساسى من القانون الدولى فى حماية المدنيين غير الضالعين فى القتال، والحفاظ على إنسانيتهم، حتى فى الحرب. لكن استخدام المدنيين دروعا بشرية يؤدى إلى العكس تماما، فهو يعرّضهم لخطر الموت، رغما عنهم. والدليل على ذلك هو أن الجيش فى ردّه على التحقيق فى «هآرتس» لم يحاول الادّعاء أن هذه الممارسة قانونية، بل أكد أنها تتعارض مع أوامر الجيش، ومن الجيد أن الأمر على هذا النحو.
إذا كان هناك حاجة إلى دليل على وضوح هذا الحظر، يجب علينا أن نفكر فى الحالة المعاكسة: لنفترض أن جيشا أجنبيا يحتل أرضنا، ويقوم باستخدامنا دروعا بشرية. ما الذى كنا سنفكر فيه حينها ونقوله؟ زد على ذلك أن إحدى الحجج الرئيسية التى تتبناها إسرائيل ضد «حماس»، هى أنها تستخدم مدنييها دروعا بشرية بصورة غير قانونية، ألا نفقد ركيزتنا فى هذه الحجة «العادلة والمهمة»، على المستوى القانونى والأخلاقى الدولى، إن كنا نتصرف بطريقة مشابهة؟ الآن، دعونا نفكر فى غزّى نجح فى الفرار من مصيره كدرع بشرى لحركة «حماس»، ويجد نفسه مضطرا إلى أن يصبح درعا بشريا للجيش الإسرائيلى هذه المرة.
يُطرح فى هذا السياق سؤالان رئيسيان: الأول، يتعلق بمسئولية القيادة، بما فى ذلك القيادة العليا، عن هذه الأفعال التى يقال إنها ليست حالات استثنائية، أو قليلة، ولا تُخفى عن عيون الضباط الكبار. فى الثقافة التنظيمية لأى مؤسسة هرمية، والجيش كمثال واضح لمؤسسة كهذه، عندما يتكون انطباع بأن القادة الذين يعلمون بسلوك معين، أو يشكّون فى حدوثه، لا يفعلون شيئا لإدانته ووقفه، فإن الرسالة التى تصل إلى المرءوسين هى أن هذه الأفعال مسموحة. لذلك، فإن القادة الذين يعلمون ويتجاهلون، بهدف الحفاظ على «نظافة أيديهم»، يتحملون المسئولية الكاملة عن أفعال مرءوسيهم كما لو كانوا قد أصدروا أوامر صريحة بتنفيذها.
من حيث خطورة السلوك، تُعتبر مسئولية القادة، الذين من واجبهم التأكد من أن عمل مرءوسيهم يجرى فى إطار القانون، والذين يتمتعون بالسلطة لمنع ارتكاب أفعال منافية للقانون، أثقل من مسئولية الجنود الذين ينفّذونها. فالقائد الذى يقدر على منع وإيقاف هذه الأفعال، لكنه يمتنع من ذلك، يتحمل مسئولية أكبر من مسئولية مرءوسيه الذين انحرفوا، والذين يتحملون أيضا مسئولية أفعالهم المحظورة. يجب ألّا تقتصر التحقيقات فى هذه الأحداث على المنفّذين فقط. يجب التحقيق فى سلوك التسلسل القيادى، وصولاً إلى المستويات العليا، من أجل محاسبة جميع المشاركين، سواء بالإيحاء، أو بالسكوت، أو التقاعس عن العمل، على خلفية علمهم، أو شكوكهم التى لم يكلفوا أنفسهم عناء التحقق منها.
• • •
السؤال الأكثر أهميةً هو كيف انتهى الأمر بالجيش إلى هذا الوضع، ليس فى هذا السياق فقط، بل فى مسائل أُخرى أيضا، مثل التعامل مع العدو الذى استسلم، أو تم تحييده. إن حلقة الذين يتحملون المسئولية الأخلاقية شديدة الاتساع، وجذور المشكلة تكمن فى رفض التمييز الضرورى بين الغزّيين المشاركين فى القتال ضدنا، والآخرين الذين لا يشاركون فى القتال. من ضمن التصريحات التى أصبحت شائعة جدا، بعد السابع من أكتوبر، عبارات مثل «لا يوجد أبرياء فى غزة»، و«جميع الغزّيين أعداء يجب قتلهم»، وغيرها من مقولات، وإلى جانبها، فكرة تجويع سكان غزة بالكامل، الأمر الذى قد يورط إسرائيل فى إبادة جماعية.
لقد تكررت هذه الأحاديث من على كل منبر، مرارا وتكرارا، ولم تصدر فقط عن شخصيات هامشية، بل تبناها أيضا محللون رفيعو المقام. وفى مواجهة هذا الفيضان من محاولات نزع الإنسانية عن سكان غزة جميعا، لم تكن الأصوات المعارضة والمحتجة سوى همسات ضعيفة. أمّا القيادة السياسية، التى كان من المفترض أن تكون مثالاً يُحتذى به، فقد انضمت إلى جوقة الجماهير، أو لاذت بالصمت. ومع ذلك، فإن الجيش لا يعمل فى الفراغ. وحتى عندما يكون الجيش فى غزة، فإن قلبه يبقى فى إسرائيل، ومن الواضح أن ما قيل على كل منبر كان له تأثير مدمّر، لقد أربك المسار الصحيح.
مَن جعل بن غفير وسموتريتش وزراء كبارا فى الحكومة، هو الذى شجع على نزع الإنسانية عن المجتمع الإسرائيلى نفسه. وفى الحساب الحقيقى، لن ينجو أيضا كلّ مَن هيّأ الأرض لاستخدام البشر كأدوات فى آلة الحرب. المجتمع الإسرائيلى كله مطالب بتطهير نفسه من هذه النزعة التى اكتسحته، المتمثلة فى نزع الإنسانية عن الآخر، والتى تقبل التعاون مع أشرّ الأشرار، ما دامت الضحية عربية. هذا التحدى المفروض على المجتمع بأسره، وبصورة خاصة على الجهاز التربوى، كبير للغاية، ويتطلب قيادة تربوية مختلفة تماما عن القائمة حاليا.
ليس من المستغرب أن تكون هذه الطريقة السيئة فى استخدام المدنيين دروعا بشرية بدأت فى الضفة الغربية. ففى حالة الاحتلال، ما من فائدة لأى أحكام قضائية، لأن المحتل سيجد دائما تبريرا لسيطرته على الآخرين، باعتبارهم أعداء وأدنى مرتبةً. من هنا، تبدأ الخطيئة، ومن هنا، تتشكل التربة الفاسدة التى تثمر فى النهاية اضطهادا ممنهجا للفلسطينيين، ومدعوما من الدولة، وكذلك استخدام البشر دروعا بشرية.
مردخاى كرمنيتسر
هآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.