بدعم من زيادة الطلب وفرص النمو الكبيرة المتوقعة لقطاع الملابس الجاهزة اتجهت العديد من الشركات العاملة فى السوق إلى دراسة رفع حجم استثماراتها والعمل على زيادة معدلات إنتاجها للاستفادة من التسهيلات الكبيرة التى باتت تمنحها الدولة للمستثمرين بشكل عام والمصدرين بشكل خاص. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه شركة أليكس أباريلز، أكبر مُصدر مصرى للملابس الجاهزة للولايات المتحدةالأمريكية لمدة 17 سنة متتالية، على عزمها افتتاح مصنعين جديدين للملابس الجاهزة لها فى المنطقة الحرة العامة بالإسكندرية خلال الفترة المُقبلة على أن يتم بدء الإنتاج خلال عام 2025، بالإضافة إلى إنشاء مصنع آخر للنسيج والصباغة باستثمارات 100 مليون دولار وبقدرة إنتاجية 70 طنا فى اليوم، ومتوقع أن تصل باكورة إنتاجه إلى السوق خلال عام 2026. ناهيك عن نجاح مجموعة لينين جروب لمصانع النسيج والتفصيل والتجهيز بمضاعفة حجم إنتاجها بعد قيامها بزيادة وتركيب عدد من خطوطو الإنتاج الجديدة، والمقامة على مساحة 70 ألف متر مربع، وهو ما أدى إلى زيادة معدلات الإنتاج إلى 130 ألف متر من الأقمشة فى اليوم، الأمر الذى ساهم فى نجاحها الحفاظ على موقعها كأكبر مُصدر مصرى للمفروشات للأسواق الأوروبية، ومنافسة كبار المنتجين الدوليين. كذلك تستهدف شركة «ميس فينوس» للملابس الجاهزة افتتاح مصنع جديدة بجانب 3 فروع جديدة فى القاهرة لزيادة معدلات الإنتاج وذلك ضمن خطته التوسعية خلال الفترة المقبلة، حيث تسعى الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية والتى تصل حاليًا إلى 30 ألف قطعة شهريًا عبر فتح مصنع جديد من أجل زيادة نسبة التصدير الخارجى. من ناحية أخرى قال الدكتور محمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات باتحاد الصناعات إن الغرفة تستهدف خلال الفترة المقبلة العمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية فى مجالات الصناعات المغذية، فضلًا عن الاستفادة من التحولات فى السوق التركية، والعمل على استقطاب المزيد من الشركات التركية للاستثمار فى مصر. وأضاف عبدالسلام أن نجاح الغرفة فى جذب استثمارات جديدة فى قطاع الغزول والتى تعتبر المدخل الرئيسى لصناعة الملابس والمنسوجات سيرفع معدلات نمو القطاع بشكل كبير، لاسيما وأننا نعتمد على الاستيراد بنسب تصل إلى 60٪ للغزول القطنية، وأكثر من 85٪ للغزول المستوردة. مضيفًا أن صعوبات الاستيراد خلال الفترة الماضية دفعت المنتجين المحليين إلى الاعتماد بشكل أوسع على المدخلات المحلية، وهو ما فتح شهية الشركات على ضخ مزيد من الاستثمارات لزيادة الإنتاج وتحسين مستويات الجودة فيها. وكشف «عبدالسلام» عن رغبة العديد من المستثمرين الأتراك ضخ مزيد من الاستثمارات بمجال الملابس والمنسوجات فى السوق المصرية، مشيرا إلى أننا نتوقع اجتذاب ما يزيد على 200 مستثمر تركى فى هذا المجال، خاصة أن مصر باتت أقل تكلفة من تركيا بعد ارتفاع الحد الأدنى فيها إلى 800 دولار شهريًا، والعمالة الفنية ما بين 1000 1200 دولار، ما يجعلها خارج المنافسة فى الأسواق التصديرية خاصة مع الصين ودول آسيا. وقال عبد السلام إن معظم المصنعين الأتراك لديهم حصص فى الأسواق الخارجية، وأغلبهم يستهدف التصدير بالأساس وليس السوق المحلية، مؤكدًا أن جذب تلك الاستثمارات التركية سوف ينعكس على نمو حجم صادرات قطاع الملابس على الأقل بنسبة 30٪، داعيًا إلى إنشاء منطقة حرة متخصصة لصناعات الملابس فى مصر. وأوضح أن عدد المصانع التركية العاملة فى قطاع الملابس بمصر يصل لنحو 14 شركة حاليًا، من بينها شركة تقوم بالتصدير بقيمة تصل لنحو 200 مليون دولار سنويًا، ونعمل حاليًا على تدشين 4 مصانع جديدة لنصل بحجم العمالة إلى 20 ألف عامل. من جانبها قالت مارى لويس رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة عن عزم المجلس رفع حجم صادراته وتأهيل المزيد من الشركات الجديدة لزيادة القاعدة التصديرية للقطاع خلال الفترة المقبلة. وشددت لويس على أهمية تنمية وتحديث صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة لتواكب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا التصنيع العالمية، نتوقع أن تحقق صادرات القطاع مستهدف ال 3 مليارات دولار بنهاية العام الجارى 2024؛ وذلك بالتزامن مع خطة المجلس التصديرى لاستهداف أسواق جديدة وزيادة الصادرات للأسواق الرئيسية للقطاع مثل السوق الأمريكية والسوق الأوروبية. ولفتت لويس إلى أن أهمية تطبيق مقترحات تطوير خطوط الإنتاج وتطوير زراعة القطن طويل التيلة واستخدم الطرق الحديثة فى الرى وكذلك الحصاد الآلى بهدف العمل على تحسين منظومة الزراعة والإنتاج والتصدير وتحقيق الجودة الشاملة فى الصادرات المصرية. وقالت لويس إن المعارض والبعثات التجارية من أهم الآليات التى يعول عليها المجلس لزيادة حجم صادراتها حيث نظمنا الأسبوع الماضى بعثة تجارية إلى ألمانيا خلال الفترة من 24-27 يوليو الماضى 2024 ضمت 22 شركة من القطاعين. وشهدت البعثة حسب لويس عقد العديد من اللقاءات الثنائية بين الشركات المصرية والألمانية لبحث إمكانية عمل عقود تصديرية مستقبلية. وأضافت أنه تم اختيار ألمانيا لتنظيم هذه البعثة الترويجية لكون ألمانيا شريكا تجاريا رائدا بقطاع الملابس الجاهزة المصرية، فهى ثانى أكبر الأسواق الأوروبية المستوردة للملابس المصرية. وذكرت لويس أن أوروبا تمثل 37% من إجمالى صادرات الملابس المصرية كما حققت الصادرات إلى ألمانيا نحو 123 مليون دولار فى عام 2023 متوقعة أن تحقق الصادرات زيادة بنسبة 20% خلال 2024. وأشارت لويس إلى أنه تم دعوة الشركات الألمانية للحضور إلى مصر على هامش معرض destination africa ودعوتهم إلى زيارة المصانع المصرية. وشهدت صادرات القطاع ارتفاعا لنحو 1.08 مليار دولار خلال الفترة من يناير حتى مايو 2024، مقارنة ب 912 مليون دولار فى نفس الفترة من 2023 بنسبة ارتفاع 19%. وحققت صادرات مصر من الملابس ارتفاعا بنسبة 25% إلى دول الاتحاد الأوروبى التى تعد ثانى أكبر سوق أمام الملابس الجاهزة المصرية لتسجل 254 مليون دولار بالفترة من يناير وحتى مايو 2024 مقابل 203 ملايين دولار بالفترة نفسها من العام 2023. وارتفعت صادرات الملابس الجاهزة المصرية بنسبة 10% للولايات المتحدةالأمريكية لتسجل 444 مليون دولار أول 5 أشهر من 2024 مقابل 402 مليون دولار فى الفترة نفسها من عام 2023. وسجلت صادرات الملابس الجاهزة إلى الدول العربية 217 مليون دولار مقابل 157 مليون دولار بنسبة نمو 38%، مشيرة إلى ارتفاع الصادرات إلى الدول الإفريقية بدون الدول العربية لتسجل 3.2 مليون دولار مقابل 1.1 مليون دولار بنسبة نمو 189%. وبشأن الدول الأكثر استيرادا، حققت الصادرات إلى السعودية فى أول 5 أشهر من 2024 ارتفاع 74% لتسجل 64 مليون دولار مقابل 37 مليون دولار فى الفترة المماثلة من 2023، وحققت صادرات القطاع ارتفاع أول 5 أشهر من 2024 للسوق الليبية بنسبة 84% لتسجل 35 مليون دولار مقابل 19 مليون دولار فى الفترة المماثلة. ونمت صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى إسبانيا بنسبة 32% لتسجل 63 مليون دولار خلال الفترة من يناير حتى مايو 2024 مقابل 48 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2023، كما ارتفعت الصادرات بنسبة 29% إلى السوق الفرنسية لتسجل 27 مليون دولار مقابل 21 مليون دولار.
