في الوقت الذي أمضى فيه الحزب الديمقراطي الأمريكي معظم الحملة الرئاسية لعام 2024 يدفن رأسه في الرمال فيما يتعلق بمخاوف الأمريكيين بشأن كبر سن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقدراته الذهنية، إلا أن أداء بايدن غير المتماسك في بعض الأحيان خلال المناظرة الرئاسية الأولى مع منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، دفعت بتلك المخاوف إلى العلن مع وجود دعوات ديمقراطية لتنحية بايدن والبحث عن مرشح آخر. ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ذلك الأمر محفوفا بالمخاطر، وليس واضحاً أن بديلاً يمكنه تحسين وضع الحزب، طارحة تساؤلا مفاده إذا حال سلك الحزب هذا المسار، من قد يكون مؤهلاً، وهو ما دفعه لاستعراض قائمة تتضم 10 مرشحين محتملين وهم كالتالي: 1- نائبة الرئيس كاملا هاريس من الصعب رؤية كيف لن تكون هاريس بديلاً إلا إذا تنحت طواعية أيضاً، فهي، في نهاية المطاف، نائب الرئيس. وسيكون تخطي أول نائبة رئيس وامرأة ذات بشرة سمراء "خطيراً" على حزب يعاني للحفاظ على هوامشه الضخمة لدى الناخبين ذوي البشرة السمراء، الذين يشكلون جزءاً كبيراً من قاعدته، لكن المشكلة تمكن في أن هاريس لا تحظى بشعبية. 2- جريتشن ويتمر تبدو جريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيجان كبديل معقول، وتنحدر من ولاية حاسمة (حيث يحتاج الديمقراطيون للحفاظ على الولايات المتأرجحة في وسط غرب البلاد، بالنظر إلى مشاكل في الولايات المتأرجحة الأخرى). وقد فازت بكلا سباقاتها هناك بفارف حوالي 10 نقاط مئوية، وقد أظهرت الاستطلاع أن معدلات تأييدها في ميشيجان بين 54% و61%. 3- بيت بوتجيج في سباقات الترشح للرئاسة في أيوا ونيوهامشير عام 2020 كاد أن يفوز بيت بوتجيج، عندما كان مجرد عمدة لمدينة متوسطة الحجم في غرب وسط البلاد. وإذا كان الحزب يبحث عن نقيض لعدم قدرة بايدن على الرد على ترامب، فلديه بوتجيج. وغالبا ما تتم مشاركة مواجهاته مع مذيعي شبكة "فوكس نيوز" والجمهوريين في جلسات استماع الكونجرس على نطاق واسع في دوائر الديمقراطيين. لكن هناك عيب كبير في بوتجيج، كونه يبدو المرشح غير مناسب لمحاولة معاجلة المشكلة الواضحة ببطاقة اقتراع الديمقراطيين مع الناخبين أصحاب البشرة السمراء؛ حيث لم يحظ بدعم كبير من تلك المجموعات في انتخابات عام 2020. يذكر أن بيت بوتجيج يشغل منصب وزير النقل في إدارة بايدن، وهو أول وزير مثلي الجنس في تاريخ الولاياتالمتحدة. 4-جوش شابيرو يعتبر جوش شابيرو أحد النجوم الصاعدين الأكثر إثارة للاهتمام في الحزب الديمقراطي، حيث نال استحسانا لفوزه الكبير في انتخابات عام 2020 ومؤهلاته الحزبية. كما يحظى بشعبية في ولاية بنسلفانيا وهى ولاية حاسمة للبطاقة الديمقراطية، حتى أن أكثر من 3 بين كل 10 من أنصار ترامب هناك يحبونه، بحسب استطلاع للرأي هذا العام. لكن شابيرو اعتبر إلى حد كبير خيارا لعام 2028، بالنظر إلى أنه يشغل منصب حاكم لمدة عام ونصف فقط. 5- جاريد بوليس يتمتع حاكم كولورادو وعضو الكونجرس سابقاً ببعض من نفس حسن النوايا الحزبية كما شابيرو. ولديه سجلا مقنعا، وتجنب إلى حد كبير التورط في سياسات ليبرالية يحتمل أن تكون شائكة، كما حقق فوزا كبيرا في انتخابات عام 2022. 6- جافين نيوسوم لم يبرز شخصاً كبديل حال تنحي بايدن كما حاكم كاليفورنيا، نتيجة لجهوده في توسيع صورته الوطنية، لكن من الصعب ان يتخذ الحزب الديمقراطي قرارا بأن الشخص المناسب هو جافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا والعمدة السابق لسان فرانسيسكو، وهي مدينة سيكون الجمهوريون سعداء للغاية بالترشح أمامه فيها من خلال الإشارة إلى إبراز مشكلتها مع الجريمة. 7- رافائيل وارنوك فاز السيناتور رافائيل وارنوك في ولاية جورجيا مرتين خلال فترة قصيرة. وسيبدو تقييمه أعلى من المرشحين الآخرين من أصحاب البشرة السمراء الذين تألقوا في قوائم مماثلة في الماضي. واعتبرت حملة وارنوك لعام 2022، تحديدا، خارطة طريق لكيف يمكن للديمقراطيين الترشح عام 2024. 8- ميشيل أوباما تعد ميشيل أوباما خيار خيالي للديمقراطيين؛ ففي حين ستبدو البديل المثالي بالنسبة لكثيرين، من غير المرجح أن تترشح أيضاً، حيث لم تبد اهتماماً بإدارة حملتها الانتخابية. 9- إيمي كلوبوشار ستبدو السيناتور عن ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوشار خيار منطقيا إذا سعى الديمقراطيين لمرشح يتمتع بنفس سمات بايدن، بدون المشكلة المتعلقة بالسن. وتعتبر شخصية براجماتية، ويبدو أنها مقبولة على نطاق واسع، كما لديها سجل انتخابي قوي في ولايتها. لكن حملتها الرئاسية لعام 2020 لم تجذب اهتماما كبيرا. 10- آندي بشير ربما لم يصعد رصيد أحد أكثر من حاكم كنتاكي آندي بشير خلال الشهور الأخيرة. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن بشير وفاز في ولاية حمراء، أي موالية للجمهوريين. ويتمتع بجاذبية حزبية كبيرة، وقد نجح في ولايته بدون تغيير كبير في توجهه (حيث يتعين على الحكام الديمقراطيين في الولايات الحمراء والحكام الجمهوريين في الولايات الزرقاء اتخاذ مواقف لا تنسجم مع الحزب الذين ينتمون إليه).
