انتقد خبير الشؤون الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي - أكبر حزب معارض في ألمانيا - بشدة الإجراء الذي اتخذه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني رودريش كيزفيتر، في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة، اليوم الثلاثاء، إن طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت هو "فضيحة سياسية مدوية"، مضيفا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يتمتع بالشرعية الديمقراطية "يُعامَل بذلك مثل بوتين مجرم الحرب والمعتدي" على حد زعمه، على الرغم من أن إسرائيل تدافع عن نفسها فحسب ضد إيران ووكلائها. وانتقد كيزفيتر، كذلك المحكمة الجنائية الدولية "التي تخلط بين السبب والنتيجة وتفقد الوسطية"، وقال: "من يصدر ويدعم مذكرة الاعتقال هذه يدعم بوضوح عكس دور الجاني والضحية"، داعيا الحكومة الألمانية بصفتها عضو في المحكمة الجنائية الدولية إلى الاحتجاج ودعوة نتنياهو إلى محادثات سياسية في ألمانيا. وقالت وزارة الخارجية الألمانية، مساء أمس الاثنين، إن الإجراءات المتزامنة التي اتخذها المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ضد حركة حماس وإسرائيل، أعطت انطباعا خاطئا. وقال متحدث باسم الوزارة في برلين: "طلبات إصدار مذكرات توقيف بحق قادة حماس من جهة واثنين من المسؤولين الإسرائيليين من جهة أخرى في نفس الوقت أعطت انطباعا خاطئا بالمساواة بين الحالتين"، مضيفا في المقابل أن المحكمة "ستقيّم وقائع مختلفة تماما". وكان المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان أعلن في وقت سابق أمس، أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة ابتداء من الثامن من أكتوبر الماضي. وجاء في بيان صادر عن مكتب خان أن من بين الاتهامات" تجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب" وشن هجمات عمدا ضد المدنيين. كما طالب المدعي بإصدار مذكرات اعتقال بحق زعيم حماس يحيي السنوار و زعيم الجناح العسكري للحركة محمد دياب إبراهيم المصري (محمد الضيف)، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس.