تشومسكي وپاپيه يطالبان بالضغط على أمريكا وإسرائيل في جميع المحافل القضية الفلسطينية ..قضية الإنسانية جميعا والتي تتمثل في ايجاد حل ينهي معاناة الفلسطينيين، ويعطيهم حقوقهم كاملة، ومع الأحداث الحالية في غزة ومحاولة إيجاد حلول خارج الصندوق، وغير المتعارف عليه فقامت دار منشورات جدل بترجمة محاورات حدثت بين نعوم تشومسكي وإيلان پاپيه، وبعض الكتابات والمقالات للإثنين كل ذلك يعود لعام 2014 عندما كان هنالك عدوان آخر على غزة، وكأن الزمان يعيد نفسه، أو ربما لأن القضية على مدار السنوات لا تتقدم وتظل مكانها، الكتاب الذي يحمل هذه المحاورات هو كتاب "عن فلسطين" الصادر في نهاية عام 2023 عن منشورات جدل. المحاورات قام بها فرانك بارات الناشط والكاتب الفرنسي بين نعوم تشومسكي وإيلان پاپيه على مدار بعض اللقاءات بين الثلاثة تتمحور المحاورات حول فكرة الآراء التي يمتلكها نعوم وإيلان هي آراء تتفق في بعض النقاط، وتختلف في أخرى، ولكن نرى اتفاقهما في بعض النقاط الأخرى أهمها حق الشعب الفلسطيني في الحياة، نرى هنا في تلك المحاورات مصطلحات مهمة للغاية مثل حركة المؤرخين الجدد والتي ينتمي لها نعوم وإيلان تلك الحركة التي يجب النظر لها بعين الاعتبار فنعرف ماذا تعني وماذا تريد من محاولة إعادة قراءة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية محاولة تسمية إسرائيل بكونها كيان استيطاني ودولة فصل عنصري، وهذا ما فعله نعوم وإيلان عن طريق كتابتهما. نرى أيضا نظرة إيلان ونعوم لعملية السلام، والتي على عكس معظم العالم يريانها غير نافعة، ومجرد حيلة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل للمماطلة حتى تستولي إسرائيل على أراضي أكثر وتضمها إليها، وخاصة أراضي الضفة الغربية، والتي يرى نعوم وإيلان أنها تسلب شيئا فشئ كل يوم من الفلسطينيين حتى بدأت تسيطر إسرائيل على ثلثها في الوقت الحالي وبهدوء وبطء يظهر كونها دولة استيطان وفصل عنصري من الدرجة الأولى، وأيضا يران أن عملية السلام تجعل إسرائيل تفرض سيطرتها على قطاع غزة وتحويله لأكبر سجن في العالم، وأن إسرائيل تتحجج بعملية السلام لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية حتى لا تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة أبدا رغم مخالفة هذا لكل الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين. يقارن إيلان كثيرا بين الوضع في فلسطين وبين ما كان في جنوب أفريقيا في القرن العشرين من فصل عنصري بين المواطنين البيض والسود وكيف أخذ السود حقوقهم بعد رحلة شاقة ومتعبة ويرى أن الصورة متشابهة وخاصة في الدعم الأمريكي اللا محدود الذي أخذته جنوب أفريقيا في السابق والتي تأخذه إسرائيل حاليا، ولكن نعوم يرى عكس ذلك بعض الشئ فهو يرى أن الوضع يختلف بين جنوب أفريقيا سابقا وفلسطين الآن فالمواطنين السود كانوا جزءا من نسيج المجتمع والقوى العاملة الرئيسية فلذلك حصلوا على حقوقهم أما الفلسطينيين فإن إسرائيل لا تعتبرهم بشر من الأساس وتريد أن يختفوا من الوجود. وهنا يحاول إيلان ونعوم تقديم حلول جديدة يرونها بعدما قاما بتعرية عملية السلام التي قامت على أساس اتفاقيات أوسلو وما تلاها منذ سنوات على إقامة دولتين فإيلان يرى بأن حل الدولة الواحدة التي لا تقوم على الدين أو العرق هو الأمثل دولة يعيش بها اليهود بجانب العرب بحقوق اجتماعية وسياسية وحياتية متساوية وعلى الفلسطينيين خوض غمار معركة الحصول على الحقوق، بينما يرى نعوم رؤية أخري مختلفة بعض الشئ وهي أقرب إلي أنه لا يوجد حل فعلي كامل فمن وجهة نظره إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ولن تسمح للفلسطينيين بالعيش جنب إلى جنب مع اليهود في إسرائيل لأن ذلك ضد المخطط الاستيطاني الصهيوني. أمر آخر بالغ الأهمية تحتويه المحاورات بين نعوم وإيلان وهي فكرة المقاطعة لإسرائيل والتي يراها الإثنان مفيدة للغاية ويمكنها أن تساهم بشكل إيجابي، ولكنهما يران أيضا ضرورة مقاطعة الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعم الأكبر لإسرائيل والتي لولاها ما فعلت إسرائيل ما تفعله في قطاع غزة من تجويع وتدمير وتهجير وما انتزعت الأراضي في الضفة الغربية وصحراء النقب من الفلسطينيين ما كانت ستقوم بالفصل العنصري والتطهير العرقي دون أن يهمها العالم لذلك يرى الإثنان ضرورة مقاطعة الولاياتالمتحدةالأمريكية مع إسرائيل جنبا إلى جنب فالضغط على أمريكا كما يقولان هو ضغط على إسرائيل. في النهاية يؤكد نعوم تشومسكي وإيلان پاپيه على محاولة الضغط العالمي على كل من إسرائيل وأمريكا بالإضافة إلى محاولة تعريف العالم بالقضية الفلسطينية وباجرام الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين ومحاولة إيجاد حلول أخرى غير عملية السلام القائمة والتي تخدم إسرائيل، وشددا على أنه يجب على الفلسطينيين أن يتوحدوا حتى ينهيا حجة إسرائيل بفكرة أن الفلسطينيين لا يستحقون أن يحكمون انفسهم لأنهم غير متوافقين.