أكد القائم بأعمال السفارة السودانية في جنوب السودان، السفير جمال مالك، أن المفاوضات التي ستستضيفها جوبا بين ممثلين عن الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، تأتي تنفيذا لاتفاق جري في الرابع من مايو الجاري بين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة، وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال، على تذليل كل الصعاب التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في عدد من المدن بجنوب كردفان وغيرها من المناطق بسبب الأوضاع الأمنية هناك. وأشار مالك، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، إلى الاتفاق على عقد تلك المباحثات المباشرة بين ممثلين للحكومة السودانية والحركة الشعبية، بإشراف لجنة الوساطة بجنوب السودان للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدائيات لتمرير المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة. وأوضح مالك أن أي تفاهمات بين الحكومة السودانية والحركة تضمن في المقام الأول الأمن والاستقرار والحصول على الخدمات الأساسية من الغذاء والعلاج وغيرها للمواطنين في تلك المناطق، وتخفيف معاناتهم خلال فترة الحرب، نحن حريصون على تحقيقها. وبشأن إمكانية تحقيق تلك المفاوضات بشأن المساعدات الإنسانية انفتاح لتفاوض مستقبلي نحو السلام بين الحكومة والحركة الشعبية، قال مالك إن أي اتفاق يحدث في هذا المجال والالتزام به يساعد كثيراً على بناء الثقة. وأوضح القائم بأعمال السفارة السودانية في جوبا، أنه لا يوجد سقف زمني محدد لهذه الجولة من المباحثات، ولكن بشكل عام فإن القضايا الإنسانية لا ينبغي أن تأخذ وقتاً طويلاً لأنها ترتبط بمصلحة المواطن المتضرر في المناطق المعنية، هذا إلى جانب أن طبيعة الاتفاق في الشأن الإنساني لا تحتوى على تفاصيل معقدة مثل قضايا السلطة والثروة وغيرها، لذلك نأمل أن يتم الاتفاق على تمرير المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن. إلى ذلك، حذر مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، أمس الأول، من أن احتدام القتال في مدينة الفاشر بغرب السودان يزيد الوضع الإنساني تفاقماً. ودعا المسئولان الأوروبيان في بيان مشترك أطراف الصراع في السودان للسماح بإيصال المساعدات فوراً دون عوائق إلى الفاشر.
