رئيس الإنجيلية: التحالف الوطني يخدم خطة التنمية الشاملة    وزير الداخلية يودع نظيره السعودي بمطار القاهرة    رئيس الوزراء يتابع إجراءات تفعيل وكالة ضمان الصادرات والاستثمار في أفريقيا    روسيا: إسرائيل تطرح شروطا إضافية لعرقلة التوصل لاتفاق في غزة    الأمن الأردني: إعادة فتح جسر الملك حسين صباح غد    الجيش الأوكراني يعلن التصدى لهجوم جوي روسي على كييف    لجنة الحكام الرئيسية تحدد مواعيد إجراء اختبار اللياقة البدنية للحكام    محمد معروف يمنع ساديو ماني من تسديد ركلة الجزاء.. هل خالف الحكم المصري القانون؟ (لائحة)    سر العثور على جثة شخص بحدائق أكتوبر    الأمن يكشف ملابسات واقعة سرقة عامل دليفري عقار في النزهة    قدمت ابنتها لسفاح التجمع لممارسة الدعارة.. "الجنايات" تقضي بالسجن المشدد ل "أم شهد"    الأرض!    عروض مهرجان المسرح التجريبي ترفع شعار "كامل العدد" في دورته الحادية والثلاثين    جامعة المنصورة تفوز بجائزة كونفوشيوس الدولية لمحو الأمية    هل هي بدعة؟.. الإفتاء توضح حكم التهادي بحلوى المولد النبوي الشريف    عميد طب المنصورة: الدولة تدعم علاج مرضى الأورام داخل المركز ب500 مليون جنيه    مصرع جزار بسبب مشاجرة مع فكهاني بالهرم    خالد داغر: توفير فرص متكافئة للموهوبين وذوى الهمم في مهرجان الموسيقى    إعلام فلسطينى: قوات الاحتلال تقتحم قرية سالم شرقى مدينة نابلس    حصاد الوزارات.. وزير التعليم يصدر كتابا دوريا ينظم صرف 50 جنيها للحصة للمعلم    البنك الأهلي المصري يمنح عملائه المسافرين نقدا حتى 5000 دولار    5 جنيهات للحصة.. «التعليم» تصدر توضيحا هاما بشأن مجموعات التقوية    صفقة مجانية تشعل سوق الانتقالات فى أوروبا سنة 2025    «الأخبار» تحاور رؤساء الجامعات 2-5| تقدُّم في التصنيف العالمي.. برامج جديدة والبحث العلمي رافد التنمية    الدكتور عبد السند يمامة يهنئ فلاحين مصر بعيدهم    تفاؤل فى ريال مدريد بعودة بيلينجهام قبل موقعة ريال سوسيداد    رؤساء وقادة العالم يهنئون رئيس الجزائر بفوزه بفترة رئاسية ثانية    القنوات الناقلة لمباراة السودان وأنجولا في تصفيات أمم أفريقيا 2025 وترتيب المجموعة    اعرفى السعرات الحرارية الموجودة في حلوى المولد بالجرام    تعرف على أسباب تفكيرك الدائم في الأكل والإحساس بالجوع المستمر    مصدر من الزمالك يكشف ل في الجول موقف النادي من ضم سليتي وميشالاك    تدريب وفعاليات.. وزير الثقافة ونقيب الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    صور- بيان من جهاز 6 أكتوبر بتفاصيل حملات إزالة الإشغالات ومخالفات البناء    واعظة بالأوقاف: توجه نصائح لكل زوجة" أخد الحق حرفة"    «أوقاف القاهرة» تنظم الاحتفالية السنوية لتكريم 320 طفلا من حفظة القرآن الجمعة المقبلة    عاجل | مصر تبحث تنمية التعاون الصناعي مع العراق في صناعات قطاع الكهرباء والمنسوجات والجلود    وزير الإسكان يستعرض مشروعات شركة "سيتى إيدج"    جامعة بنها تستقبل وفدًا من خبراء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية    محافظة القاهرة تطلق حملة عينك أمانة للكشف على أمراض العيون مجانا    وزير التموين يبحث مع وفد فرنسي زيادة السعة التخزينية ل6 صوامع قمح    طنطا يواصل استعداداته لمواجهة وادي دجلة في افتتاح دوري المحترفين    العريس صاحب واقعة «العروسة المغصوبة بالكوافير» في البحيرة: أنا كرهت حياتي    المشدد 5 سنوات لمتهمين و7 سنوات غيابيا لآخرين لشروعهم في سرقة ماشية من حظيرة بطوخ    3 تحديات تواجه الصناعات الغذائية.. ما هي؟    انتخابات أمريكا 2024| جورج بوش يستبعد دعم كلا المرشحين بالانتخابات    «المشاط» تؤكد أهمية الاستفادة من تقارير وإصدارات معهد التخطيط القومي    منح دراسية وتخفيضات 20% على المصروفات.. كل ما تريد معرفته عن جامعة «باديا»    انطلقت فعاليات اليوم الثانى والختامى gمنتدى الإعلام الرياضى    عاجل.. تأجيل محاكمة مضيف طيران و6 آخرين في تهريب دولارات للإخوان بالخارج    حيثيات إعدام عاطل قتل صديقه داخل مسكنه بسبب خلافات بينهما فى الجيزة    الحوار الوطني يهنئ أبطال مصر الحاصلين على ميداليات بدورة الألعاب البارالمبية باريس 2024    انعقاد المؤتمر العاشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية    وزير الصحة: نعمل على خفض الوفيات بسبب الدرن بنسبة 90% في 2030    أوكرانيا: ارتفاع حصيلة قتلى جيش روسيا ل 626 ألفا و410 جنود منذ بدء العملية العسكرية    عالم: ليس كل أزهري مؤهل للفتوى.. واستحلال الحرام «كفر»    باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غزة ثم رفح ثم..
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 05 - 2024

أعلن الجيش الإسرائيلى بدء عملية إجلاء «محدودة النطاق»، سيتأثر بها نحو 100 ألف غزّى، بالنزوح من الجزء الشرقى فى مدينة رفح إلى «مناطق إنسانية موسعة» فى مدينتى المواصى وخان يونس.
وقال إنّ هذه المناطق مزوّدة بالخيام والطعام والمياه والأدوية إضافةً إلى مستشفيات ميدانية، وفق الجيش الإسرائيلى.
واتهم سامى أبو زهرى، المسئول الكبير فى حماس، الأمرَ الإسرائيلى بإخلاء رفح ب«التصعيد الخطير»، وحمّل الإدارة الأمريكية وإسرائيل مسئولية «هذا الإرهاب» مشيرا إلى أنّ هذا الفعل، «له تداعياته».
ونقل شهود لرويترز أنّ عائلات فلسطينية بدأت بالفعل مغادرة مناطق فى شرق المدينة بعد تلقى الأوامر بالإخلاء.
وقال متحدث باسم الجيش، إن عملية الإخلاء ستكون «محدودة النطاق» وستتم تدريجيا بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الخطط.
وستكون العملية فى إطار مسعى إسرائيل لتفكيك حماس، لأن الحركة أظهرت قدرتها على شنّ هجمات من المدينة بعد إطلاقها صواريخ من رفح، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وتصل طلبات الجيش الإسرائيلى بإخلاء المواقع عبر الرسائل النصية والنشرات الورقية ووسائل التواصل الاجتماعى والاتصال الهاتفى «لتشجيع» انتقال المدنيين فى المناطق المحددة، وفق ما أعلن بيان عسكرى إسرائيلى .
وأسقط الجيش نسختين، إحداهما باللون الأحمر والأخرى بالأزرق.
وهكذا أظهرت النسخة الحمراء للجيش مناطق محددة ستعمل قواته هناك «بقوة شديدة»، محذرا من أنّ «أى شخص سيُعرِّض نفسه وأفراد أسرته للخطر، إذا عثر عليه بالقرب من المنظمات الإرهابية».
ودعا الجيش الإسرائيلى الانتقال ل «المنطقة الإنسانية» فى منطقة المواصى، و"تجنُّب التوجه إلى شمال وادى غزة، أو الاقتراب من السياجين الأمنيين الشرقى والجنوبى».
بينما أشارت النسخة الزرقاء إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية.
وقالت الأونروا فى منشور على موقع إكس، إن «الهجوم الإسرائيلى على رفح سيعنى مزيدا من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون عواقبه مدمّرة ل 1.4 مليون شخص».
وأشارت الوكالة إلى أنّها لن تقوم بإخلاء مواقعها، وقالت: «سنبقى فى رفح لأطول فترة ممكنة وسنواصل تقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس».
وتحدَّث وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت مع نظيره الأمريكى لويد أوستن، قبل دعوة إسرائيل المدنيين لمغادرة أجزاء من شرق رفح. وقال مكتب جالانت فى بيان إنه أبلغ أوستن أن العمل العسكرى «مطلوب» فى رفح، فى ظل «عدم وجود بديل»، بسبب تعثر المحادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وتابع أن حماس «غير جادة» فيما يتعلق بأطر إطلاق سراح المحتجزين.
وجاء فى بيان البنتاجون للمكالمة أن الرجلين ناقشا «المفاوضات الجارية بشأن الرهائن والمساعدات الإنسانية ورفح».
وأكد أوستن التزامه بعودة الرهائن إلى إسرائيل، حسبما ذكر البيان، مضيفا أنه أبلغ جالانت أن هناك حاجة بأن تتضمن أى عملية عسكرية فى رفح شخطة واضحة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية».
وظلَّ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مصرّا على أنّه لا يمكن تحقيق النصر على حماس دون شنّ هجوم واسع النطاق فى رفح.
وتقول إسرائيل إنَّ رفح تؤوى أربع كتائب متبقية تابعة لحماس – يصل عددها إلى آلاف المقاتلين.
• • •
وقد حذَّرت القوى الغربية والعربية وكذلك الأمم المتحدة، مرارا وتكرارا، من مثل هذه العملية البرية الواسعة فى رفح، بسبب احتمال سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وفى إسرائيل، عبّرت بعض عائلات الرهائن عن مخاوفها بشأن ما قد تعنيه عملية رفح للمحتجزين.
وقال جيل ديكمان، وهو أحد أقارب الرهائن فى غزة، لبرنامج «نيوزداى» الذى تبثه بى بى سى «لسوء الحظ نحن كعائلات الرهائن خائفون للغاية بشأن ما سيحدث».
وأضاف «أن أهالى المحتجزين يخشون بشدّة أن تؤدى – عملية رفح – إلى المخاطرة ليس فقط بحياة الأبرياء، أو الجنود، بل أيضا بحياة الرهائن».
ما جعل مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، ينضم إلى الأمين العام للأمم المتحدة فى التحذير من الهجوم على رفح، والخشية من سقوط مزيد من الضحايا المدنيين.
وقال بوريل، «إن من المرجح أن يؤدى الهجوم الإسرائيلى على رفح إلى مقتل المزيد من المدنيين". وأوضح بوريل فى تصريحات للصحفيين «الهجوم على رفح بدأ مجددا رغم كل طلبات المجتمع الدولى والولايات المتحدة والدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والجميع يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» عدم الهجوم، وفقا لرويترز.
وتابع قائلا: «أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى فى سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين. مهما قالوا»، مضيفا: «لا توجد مناطق آمنة فى غزة».
وأعلنت حركة حماس، موافقتها على اقتراح لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة قدمه وسطاء، لكن إسرائيل قالت إن الشروط لا تلبى مطالبها ومضت قدما فى مهاجمة رفح بينما تخطط لمواصلة المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حذر من أنّ «اجتياحا» إسرائيليا لمدينة رفح فى جنوب قطاع غزة سيكون أمرا «لا يُحتمل»، داعيا الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس «لبذل جهد إضافى» للتوصل إلى هدنة.
وقال جوتيريش فى تصريح صحفى لدى استقباله الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا إنّ "اجتياحا بريا لرفح سيكون أمرا لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار فى المنطقة».
أضاف جوتيريش: «لقد وجّهت نداءً قويا جدا إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس لبذل جهد إضافى من أجل التوصّل إلى اتفاق وهو أمر حيوى للغاية. هذه فرصة لا يمكن تضييعها».
وقد سمعت حوارًا على قناة ال CNN دار بين رياض منصور، المندوب الفلسطينى الدائم فى الأمم المتحدة، ومذيعة القناة، كريستيان أمانبور، حول ما قاله نتنياهو لعائلات الرهائن بشأن اقتحام رفح، وعن إخراج الفلسطينيين من رفح والضفة الغربية إلى مصر والأردن.
حيث كان يدور الحوار حول تخوفه من حدوث نكبة ثانية بعد نكبة 1948م ومطالبته المتكررة بوقف إطلاق النار لمنع كارثة اقتحام رفح رغم تصريح وزير الخارجية الأمريكى بلينكن وتقارير الاستيلاء على الممتلكات وبعض المحاولات لإخراج الفلسطينيين من قراهم والتوسع فى الاستيطان، كما أن رئيس الوزراء نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن أنه مع اتفاق مع حماس أو دونه، سيكون هناك تحرك بشأن رفح، واعتبر رياض منصور ذلك كارثيًا وألا نستسلم للرغبة الأنانية لرئيس الوزراء نتنياهو المستعد لتدمير فلسطين وإسرائيل معًا من أجل البقاء السياسى لنفسه.
وقال أيضًا إن السبيل لحماية 1.4 مليون فلسطينى الذين طُلب منهم الانتقال إلى الجنوب والموجودين حول رفح هو منع اقتحام رفح. هذه الطريقة الوحيدة لإنقاذ هذا العدد الكبير من السكان المدنيين فى رفح وما حولها كما قال إنه فى حال طرد الفلسطينيين سيضر هذا قطعًا بالاتفاق الإسرائيلى مع مصر.
• • •
من جانب آخر، نددت الخارجية المصرية بالعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، والتى أسفرت عنها سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واعتبرت هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينى يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسى لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة. وكان الهدف الإسرائيلى المعلن هو منع تهريب الأسلحة والسلع المحظورة الأخرى لكن الهدف الأساسى الخفى هو منع المساعدات الإنسانية والإغاثية وخنق الشعب الفلسطينى داخل رفح .
وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطينى من معبر رفح البرى الفاصل بين قطاع غزة والأراضى المصرية، فى عملية عسكرية.
ودخلت آليات عسكرية إسرائيلية محور فيلادلفيا لأول مرة منذ عام 2005م، كما ارتفعت أعمدة دخان كثيف فى منطقة قريبة من معبر رفح البرى بين قطاع غزة ومصر مع تكثيف إسرائيل حملات القصف المدفعى.
• • •
كانت أمريكا على استعداد لمساندة إسرائيل فى الحرب ضد حماس لكن بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الحرب، لم يعد الجانب الأمريكى يرى فى الحرب واقعية الطرح الذى يراه الاحتلال بإمكانية القضاء على الحركة عسكريا وشعبيا؛ إذ سيتطلّب ذلك ثمنا ثقياً ليس بمقدور الولايات المتحدة دفعه، لعدة عوامل أبرزها تزايد احتمالات تفجّر أزمة إقليمية، وانخفاض الدعم الشعبى الأمريكى ل «إسرائيل».
لكن من الواضح لنا أن نتنياهو يرى فى كل الفلسطينيين حركة حماس الإرهابية، ويبدو أن مشروعه هو طرد كل هؤلاء العرب المستوطنين لإسرائيل – حسب قوله – منذ القدم لتعود إسرائيل لليهود ولا شخص آخر غير اليهود. لكن كيف وهل هناك من يساعده غير الولايات المتحدة، وهل هناك من يوافقه على ذلك غير متشددى بلاده؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.