ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلا عن مسئولين دفاعيين قولهم إن إسرائيل تعمل على إنشاء طريق يخترق وسط غزة، لتسهيل عملياتها العسكرية، كجزء من خططها للاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على القطاع لبعض الوقت. وأوضح المسئولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن الطريق المرصوف بالحصى في جنوب مدينة غزة، شمال القطاع، هو أحد المساعي الإسرائيلية لإعادة تشكيل تضاريس المكان، لمنح قواتها حرية الحركة، وقبضة أكثر إحكاماً على المنطقة التي كانت نقطة انطلاق لهجمات 7 أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى) على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، بحسب ما نقله موقع قناة "الشرق" الإخبارية السعودية. كما أوضحت الصحيفة أن شق الطريق وتوسيعه يجري بالتزامن مع إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومتر داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن الطريق الذي تشقه إسرائيل يشكل حزاما عسكريا يمنع عودة نحو مليون فلسطيني. وبحسب المسئولين العسكريين الذين استندت إليهم الصحيفة، فإن المهندسين العسكريين الإسرائيليين يخططون لتدمير منازل ومبان على طول الطريق في غزة. وكانت القناة ال14 الإسرائيلية قد كشفت بدء جيش الاحتلال بإقامة طريق مرصوف من شرق القطاع إلى غربه، بهدف فصل شمال القطاع عن بقية أجزائه. وقالت القناة الخاصة المقربة من أنصار اليمين الإسرائيلي، مساء السبت، إن الطريق العرضي 794 يبدأ من منطقة مستوطنة نحال عوز في غلاف غزة، ويمتد غربا إلى داخل القطاع حتى البحر المتوسط تقريبا، وهو يقطع أواصر القطاع. ونقلت القناة عن قائد الكتيبة 601، التابعة لسلاح الهندسة القتالية، المقدم شمعون عوركابي قوله "نحن الآن ضمن نطاق طريق نتساريم (مستوطنة إسرائيلية سابقة في قطاع غزة)، الذي يخلق حاجزا بين شمال القطاع وبين منطقة الوسط والجنوب لحماية المنطقة والتوغل إلى المناطق التي يوجد بها العدو، ومنع الحركة بين الشمال والجنوب والتحكم بها بشكل دقيق". وذكرت "وول ستريت جورنال" أن هذا الطريق يُشكل جزءاً من "صورة ناشئة" بشأن كيفية استعداد جيش الاحتلال للمرحلة المقبلة من الحرب، إذ يُخطط للانسحاب من المناطق المأهولة، والتركيز على الغارات المستهدفة ضد حركة "حماس".