أكد الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي أن مؤتمر القمة الثقافية الذي تنوي جامعة الدول العربية عقده في الشهور المقبلة يهدف إلى حماية الثقافة العربية إزاء التهديدات الداخلية والخارجية. وقال سلماوي - في تصريحات لصحيفة (الدستور) الأردنية- إن فكرة المؤتمر واتته حينما رأى القمة الاقتصادية التي عقدت بالكويت في يناير 2009 تؤتي ببعض ثمارها وأسهمت إلى حد ما في زيادة حجم التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. وأضاف: "من هنا تمنيت أن نعقد قمة عربية ثقافية لنبحث طرق إنعاش الثقافة وإزالة جميع المعوقات من أمامها لوضع سياسات وقوانين تكفل تقديم (الوجبات الثقافية) لشعوب العالم العربي بجهد ميسر وسعر مناسب، كما نسعى من خلال القمة إلى إصدار القرارات التي تكفل حماية الثقافة إزاء التهديدات الداخلية والخارجية". وتابع: الثقافة وصلت إلى مرحلة صعبة تحتاج فيها إلى التدخل بقرارات سيادية للحيلولة دون احتضارها، مشيرا إلى أنه من أهم الأشياء التي سنضعها بقوة على جدول أعمال القمة تخفيض سعر الكتاب لأن أسعار الكتب بوضعها الحالي تعصي على المستهلكين الطبيعيين للثقافة من صغار الموظفين وطلاب الجامعات والمدارس. وطالب سلماوي الحكومات العربية بأن يتعاملوا مع الثقافة باعتبارها بعدا استراتيجيا وصناعة ثقيلة تحتاج للدعم والمساندة. مؤكدا ضرورة التعامل مع الكتاب باعتباره السلعة الإستراتيجية الأولى في صناعة الشعوب والحفاظ على هويتها، وما ينطبق على الكتاب ينسحب بدوره على جميع مفردات العمل الثقافي من سينما وفنون وآداب ومشاريع تنموية وبحثية. وأضاف أن المحور الأهم هو التعامل بإيجابية مع فكرة تطوير اللغة العربية وإنقاذها من التدني، وأعرب عن اعتقاده بأن اللغة لا تحتاج فقط إلى مؤتمر للمثقفين أو المتخصصين من الكتاب والخبراء لتطويرها أو إنقاذها، لأن هذه المشكلة لا تخص هيئة أو وزارة أو مؤسسة واحدة. ولفت الانتباه إلى أن القمة العربية الثقافية التي ستعقد في الربع الأول من العام المقبل، ستناقش أيضا البعد الخارجي للثقافة العربية. وتابع "أن الحفاظ على الهوية الثقافية العميقة للشعوب العربية، في مقابل هذا السيل الجارف من رياح العولمة، أهم ألف مرة من العديد من القضايا التي ينشغل بها العالم العربي. وقال الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب "إذا كانت منظمة اليونسكو قد استشعرت خطر هذه العولمة البغيضة ووضعت (ميثاق التنوع الثقافي) فالأولى بنا أن ندافع عن ثقافتنا بكل ما أوتينا من قوة، لأن الثقافة في النهاية هي التجسيد الحي للهوية، وإذا اندثرت ستزول حضارتنا ونصبح مسخا لثقافات الشعوب المهيمنة، وهذا ما يجعل فكرة الحفاظ على (الأمن الثقافي) لا يقل في الأهمية عن الحفاظ على الأمن القومي". وأضاف "أتمنى أن لا تأخذ القمة بعدا سياسيا، وما يهمنا في هذه القمة المنتظرة أن نبحث سبل معوقات صناعة الثقافة باعتبارها صناعة ثقيلة تستحق مزيدا من العناية ومزيدا من الجهد. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد استقبل مؤخرا كلا من الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي، ورئيس اتحاد الفنانين العرب الفنان أشرف زكي، ورئيس اتحاد الناشرين المصريين، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين المهندس إبراهيم المعلم، وذلك لبحث ترتيبات عقد القمة الثقافية العربية التي دعا إليها كل من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومؤسسة الفكر العربي برئاسة الأمير خالد الفيصل وأقرته القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في سرت بليبيا. ومن المنتظر أن يكون أول اجتماع للجنة التحضيرية للقمة في شهر مايو المقبل.