أعلنت شركة MSC، أكبر شركة شحن ملاحي في العالم، توقفها عن السفر عبر البحر الأحمر، بعد أن تعرضت سفينة الحاويات التابعة لها، MSC PALATIUM III، لهجوم يوم الجمعة أثناء عبورها البحر الأحمر بموجب عقد فرعي إلى خط ميسينا. وجاء في بيان الشركة، أنه "بسبب هذا الحادث، وحفاظًا على حياة وسلامة البحارة، لن تعبر سفن MSC حتى يصبح المرور في البحر الأحمر آمنًا، وبالفعل، سيتم الآن إعادة توجيه بعض الخدمات لتمر عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من ذلك"، بحسب CNBC. يأتي هذا الإعلان في أعقاب الإعلان عن توقف السفر في البحر الأحمر وباب المندب مباشرة من قبل عمالقة الشحن، هاباج لويد وميرسك، في أعقاب سلسلة من الهجمات على سفنهم من قبل جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، والتي أعلنت أنها لن تسمح بعبور السفن الداعمة لدولة الاحتلال. وميرسك، ثاني أكبر شركة شحن حاويات في العالم، تنقل 14.8% من التجارة العالمية، قالت إنها ستعمل على تحويل السفن بعيدا عن البحر الأحمر. وتدعم جماعة الحوثي، المقاومة الفلسطينية، وقالت إنها تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى CNBC، قال متحدث باسم ميرسك، إن الشركة الدنماركية تشعر بقلق عميق بشأن الوضع الأمني المتصاعد للغاية في جنوبالبحر الأحمر وخليج عدن، مضيفا أن الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في المنطقة مثيرة للقلق وتشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة وأمن البحارة، مشيرًا إلى أن سلامة الموظفين هي الأولوية القصوى للشركة. وأوضح: "بعد الحادث الوشيك الذي تعرضت له سفينة ميرسك أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر"، وقالت ميرسك إنها ستنشر المزيد من التفاصيل حول الخطوات التالية المحتملة في الأيام المقبلة. وقالت شركة Hapag-Lloyd، التي تسيطر على حوالي 7% من أسطول سفن الحاويات العالمي، لشبكة CNBC في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنها: "ستوقف مؤقتًا جميع حركة سفن الحاويات عبر البحر الأحمر حتى يوم الاثنين". كما قامت شركة النقل البحري ZIM ومقرها إسرائيل بإعادة توجيه السفن لتجنب البحر الأحمر لحماية سفنها وطاقمها وسط تهديدات الحوثيين، وتبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا. ويحمل هذا القرار، سلبيات ضخمة على الشركات والمنتجات التي تحملها سفنها، لأن الطريق البديل إلى المحيط الهندي يضيف ما بين 10 إلى 14 يومًا لرحلة السفينة، كما أن الطريق الطويل حول أفريقيا يؤدي أيضًا إلى ارتفاع تكاليف الوقود بسبب مسافة السفر الطويلة، وبالتالي سيؤثر على أسعار المنتجات التي تنقلها الشركة. كما ستتأثر الأسعار بسبب فرض شركات الشحن رسوما أعلى بنسبة 50% لنقل الحاويات مقارنة بالفترة التي سبقت تهديد الحوثيين. يذكر أن الواردات إلى إسرائيل تعتمد بالكامل على الحركة البحرية، ويأتي حوالي 30% منها من الشرق عبر البحر الأحمر. ومن المنتجات التي يُتوقع أن تتأثر بسبب حركة النقل المرتبكة، منتجات المواد الخام ومكونات الإنتاج والمركبات وقطع الغيار والمنتجات الكهربائية بأنواعها من الثلاجات إلى المحامص الصغيرة وحتى منتجات الملابس والأحذية، وسيؤدي التأخير في وصول المنتجات إلى انخفاض العرض؛ ما سيُترجم إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وتحديدا سوق الملابس، بحسب منصة financewalla العبرية. يخلق هذا الارتباك والانسحاب من شركات الشحن، إلى تأخير في العرض ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار تلقائيا، وارتفاع تكاليف النقل (على غرار ما حدث في كورونا) بسبب زيادة أقساط التأمين لشركات الشحن، سيؤدي إلى ارتفاع شبه فوري في الأسعار، ومنها أسعار المنتجات الغذائية في السوبر ماركت .
