كانت مباراة القمة الكروية المصرية التي جرت الليلة قمة بمعنى الكلمة ..في الفنون الكروية والروح الرياضية .. أسعدت الجماهير الكروية بصفة عامة وأن كان الزملكاوية لم يرضوا بالتعادل ألا أنها لم تشهد ما يعكر صفو الأمن .. خرجت نتيجتها بالتعادل 3 / 3 .. ولكنها كانت فوق مستوى التوقعات من حيث الأداء الراقي وفنون كرة القدم خاصة في الشوط الأول. أحرز للزمالك أحمد جعفر في الدقيقة ..و حسين ياسر المحمدي في الدقيقة 25 ومحمد عبد الشافي في الدقيقة 79 وأحرز للأهلي عماد متعب هدفين في الدقيقتين 19 و43 وحسم محمد بركات التعادل في الوقت القاتل قبل نهاية المباراة بثوان . كان الفريقان قد بدأ اللقاء وكأنهما قد ارتديا حلة كروية أوروبية .. سرعات عالية في التمريرات مراوغات مهارية وتسديدات قوية خاصة من الزمالك الذي أرهق الأهلي على مدى النصف ساعة الأولى . ولم يتمكن دفاع الأهلي المرتبك في بداية اللقاء من إيقاف الخطورة بسهولة حيث وقع الدفاع الأحمر في أخطاء متتالية كانت سببا في حالة من الرعب الذي أصاب جماهيره حتى تمكن من استعادة توازنه. وقع دفاع الزمالك في أخطاء هو الأخر خاصة من ناحية اليمين حيث تركزت غزوات محمد بركات نجم الأهلي الأول في المباراة والمحرك الرئيسي للهجوم . ربما كان التفوق من المهاجمين في الفريقين والسرعات العالية في التحركات في الثلث الهجومي هو الذي كشف البطء الدفاعي الذي يستثنى منه وائل جمعة في الأهلي بأدائه الصلد والواثق ودقته الشديدة في قطع الكرات ..وكذلك محمود فتح الله في الزمالك الذي بدا في حالة من التركيز الشديد . في المجمل فاز الأهلي بنقطة ولم يبقى له ألا نقطة ليتوج رسميا بطلا للدوري .. بينما فاز الزمالك باحترام جماهير الناديين نتيجة لكفاح لاعبيه وحماسهم الشديد الذي من المؤكد أنه قد بثه العميد حسام حسن عودة إلي البدايات التي كانت خارج التوقعات فالهدف الذي أحرزه أحمد جعفر للزمالك بعد دقيقتين فقط بضربة رأس من كرة عرضية لعبها محمود عبد الرازق ( شيكابالا ) قد كشف مبكراً أن فريقه يمتلك عناصر التفوق في فتح اللعب على الأجناب مما أدى إلي توسيع رقعة الأرض المطلوب الدفاع عنها من جانب لاعبي الأهلي فأصبحت الكرات العرضية والاختراقات الجانبية في غاية الخطورة . واستمرت الإستراتيجية التكتيكية من الزمالك على هذا الحال في الشوطين ..ولم يتخلف الأهلي كثيرا ولكنه تمكن من الاختراق من الجانب الأيمن بصورة أقل حيث كان هناك عجز من أحمد علي الذي لم يتمكن من تأدية دوره سواء الدفاعي أو الهجومي في هذا الجانب خاصة وأن الذي كان يكمل خلفه عبد الله فاروق . هذا الجانب كان عليه عبء شديد نتيجة الضغوط الهجومية من حسين ياسر ومن خلفه عبد الشافي وأيضا مساندة شيكابالا في الكثير من الأحيان ..ووضح أن غياب أحمد فتحي قد أصاب هذا الجانب بالضعف أيضاً ..وأضطر أحمد حسن لأن يميل إلي هذا الجانب للدعم الدفاعي ، وهو ما فتح الحائط الدفاعي في وسط الملعب لأن حسام عاشور لم يكن يستطيع وحده أن يدافع عن مساحة كبيرة . هذا الأتساع في رقعة المساحة المعرضة للاختراق من الوسط سبباً في ظهور الزمالك أكثر سيطرة على الوسط لنشاط حسن مصطفى وإبراهيم صلاح . في المقابل الأهلي كان أكثر نشاطا من جهة اليسار حيث كان التفوق لسيد معوض بعد النصف ساعة الأولى وساند بقوة عماد متعب الذي كان يميل في هذه الناحية ويدعمهما بركات بسرعته وفي الكرات الثابتة التي كان منها الهدف الأول الذي تعادل به الأهلي بضربة رأس لمتعب الذي أخطاء فيه عمرو الصفتي في الرقابة والتغطية . بعد أن انتهى الشوط الأول بالتعادل 2/ 2 كان التركيز في الشوط الثاني من جانب الجهازين الفنيين على تصحيح العيوب الدفاعية وحشد أكبر عدد من اللاعبين في وسط الملعب والدفع بعناصر شابة لزيادة السيطرة على الكرة وملء الفراغات التي كانت سببا في التحرك منها وكان يستغلها بصورة دائمة شيكابالا ومحمد أبو تريكة على فترات متباعدة . الفوز الذي تسرب من بين يدي فريق الزمالك في الثوان الأخيرة بخلاف أنه كان تتويج لمجهودات بركات الذي كان من أبرز عناصر المباراة وكان لخبرته هو وتريكة وأحمد حسن سببا ً في التعادل . انتهت المعركة الكروية التي اعتمدت على الاختراقات الجانبية وتفوق فيها الهجوم على التكتيك الدفاعي وأعطت نسمة أمل للجماهير المصرية في أن تشهد كرة راقية في مبارياتها المحلية .. ونجح الجهاز الفني المصري في القلعتين الكرويتين .. ونجح التنظيم من إدارة الزمالك ونجحت الجماهير في اختبار عسير في ظل أجواء كانت مشحونة .. كما خرج الحكم السويسري ماسيمو بوساكا باللقاء إلي بر الأمان فخرجت المباراة في مجملها كرنفال كروي مشرف .