عجزت كل دول العالم غنيها قبل فقيرها عن وضع حلول جذرية لظاهرة شغب الملاعب وخروج الجماهير عن كل حدود اللياقة والادب والروح الرياضية التي يجب أن تكون عليها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة. في كل الدنيا وقفوا مكتوفي الايدي ليس للقضاء علي جنون وهوس المشجعين وروابطهما التي أخذت أشكالا ومسميات مختلفة ولكن للحد من حالات الانفلات الجماهيري التي تصل في بعض الأحيان لحد اراقة الدماء في المدرجات والمستطيل الأخضر.. والتاريخ الكروي مليء بالاحداث والحوادث الدموية والمأساوية. وفي مدرجات ستاد القاهرة الدولي أمس الأول وقع ما وقع من قلة من الجماهير التونسية المهووسة بفريقها ولم يحدث داخل المستطيل الأخضر علي الاطلاق بين لاعبي الأهلي والترجي ما يعكر من صفو الاجواء بل علي العكس كانت مباراة قمة في الكرة والروح الرياضية بين لاعبي الفريقين الذين خرجوا بعد أن اطلق الحكم صفارة النهاية كل لاعب يشد علي يد الآخر.. في الوقت الذي كان فيه المدرج المخصص للجماهير التونسية يشهد حالة اعتداء صارخة ومحزنة علي فردي أمن مصريين من شباب تونسي طائش مهووس بلا أي مبرر أو ذنب اقترفه رجل الأمن! وقعت الواقعة واتخذت سلطات الأمن اجراءاتها القانونية ضد تلك المجموعة الخارجه عن القانون وبلا ضجيج ولكن كالعادة وللأسف بدأت اللعبة غير النظيفة من القنوات الفضائية وللأسف من إعلاميين كبار يعلمون جيدا أن كلمة الهواء لا تعود وبدوا وكأنهم يريدونها حربا جديدة كما سبق وحدث عقب لقاء مصر والجزائر في أم درمان والأمر في النهاية واقعة اعتداء من جماهير مهووسة في حالة انفلات هم الآن رهن التحقيق ليأخذ كل ذي حق حقه وعلي سادة الفضائيات اغلاق هذه الملفات الشائكة واقول لهم في النهاية كفاكم نفخا في الرماد لأننا لا نريدها نارا.