أكد البابا شنودة الثالث، خلال عظته الأسبوعية مساء الأربعاء، أن الحاكم بالعدل له الحق في الخضوع له في حدود ما يقوله الله، أما إذا خرج عن حدود العدل فلا طاعة له، مستشهدا بآية الإنجيل التي تقول "ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس". وتعقيبا على سؤال حول آية من الإنجيل يطالب فيها أحد الحواريين المسيحيين بالطاعة للحكام تقول: "ينبغي أن نخضع لرسالة الحكام"، قال البابا "الطاعة للحكام في الأمور المدنية وبحدود معينة، بشرط الابتعاد عن أمور العقيدة وفي حيز حدود الله، لأنه كما في الإنجيل ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس"، وأضاف: "لا يمكن أن يأمرنا الحاكم بتغيير ديننا فنقول له "أمرك مطاع". يذكر أن جماعة من المعارضة الكنسية في شبرا الخيمة والمحلة تدعى جماعة "التطهير القبطية" قد طالبت بتحويل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والذي يجرى عملية جراحية الآن، إلي محاكمة كنسية عاجلة بعد تصريحاته الصحفية الأخيرة التي أكد فيها دعمه للنظام الحاكم مدللا على ذلك بآيات من الإنجيل، منها قول بولس الرسول "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله"، للإيحاء بأن الله يطالب المسيحيين بطاعة من هم في سدة الحكم. من جهة أخرى اعتبر البابا قانون الميراث تمييزا بين الذكر والأنثى مطالبا الأقباط بالتعامل في مسائل الميراث بالتفاهم والمحبة حتى لا تتأثر صلات الرحم بالأمور المادية. يذكر أن لائحة خاصة بالميراث لدى الأقباط صدرت قبل نحو أربعة عقود خلال فترة رئاسة البابا كيرلس البطريرك الراحل، وتتضمن توزيع متساو للميراث بين الرجل والمرأة، لكنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ لا من المحاكم ولا من الأقباط. وحذر البابا الأقباط من الانسياق وراء التعاليم البروتستانتية التي ترفض الاعتراف بأي نوع من التبجيل الاستثنائي لرجال الدين، مشيرا إلي أن إطلاق لفظ "سيدنا" علي الأسقف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تعني العبودية ولكنها للتقدير والاحترام خاصة وأن هذا اللفظ ذُكر في الكتاب المقدس ويستخدم في الصعيد كإشارة إلى تبجيل الجد والجدة. ونصح البابا أولياء الأمور بعدم التشدد في مطالب وشروط الزواج طالما وجد التفاهم والتوافق بين العروسين حتى لا تظهر مشاكل في المستقبل، مشددا علي رفض الكنيسة للطلاق.