توجه رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما إلى بلاده اليوم الأربعاء، قادما من واشنطن خاوي الوفاض بعد مساع لحل أزمته بسبب قاعدة عسكرية أمريكية، مما أثار الحديث عن أنه سيستقيل قبل الانتخابات التي ستجرى في منتصف العام. وتعهد هاتوياما بأن يحسم في نهاية مايو المقبل، خلافا مع واشنطن بسبب المكان الذي ستنتقل إليه قاعدة جوية على جزيرة أوكيناوا الجنوبية. ولكن لا توجد مؤشرات تذكر على أنه اقترب من التوصل لاتفاق برغم إجرائه محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال سياسيون بعضهم في حزب هاتوياما، إن هذا الخلاف لم يؤد إلى تعكير العلاقات مع واشنطن فحسب بل أضر بشعبية الحكومة، ولذا فإن الإخفاق في حل الخلاف بحلول الموعد النهائي الذي وضعته الحكومة لنفسها من شأنه إجبار هاتوياما على الاستقالة قبل الانتخابات البرلمانية المرجح إجراؤها في يوليو المقبل. وقال تيتسورو كاتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة واسيدا "الأمر سيعتمد على التقدم في نسبة الشعبية وما إذا كان هناك في حزبه عدد أكبر من الناس يمارسون ضغطا عليه كي يتنحى لأنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون الفوز في وجوده على رأس الحزب." وتشير ترجيحات إلى أن وزير المالية ناوتو كان هو المرشح لخلافة هاتوياما على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان أداؤه سيكون أفضل في القضايا التي تهم الناخبين والمستثمرين بصورة أكبر مثل إنقاذ اليابان من التضخم وتقليل الدين العام الضخم. ويذكر أن هاتوياما هو رابع رئيس للوزراء في اليابان خلال أربعة أعوام وحدوث تغيير آخر في القيادة من شأنه إغضاب الناخبين ويثير القلق في أسواق المال بشأن الاستمرارية في السياسات. وقد تراجعت شعبية حكومة هاتوياما إلى نحو 30% بعدما سجلت في السابق 70%بسبب تنامي شكوك الناخبين بشأن مهاراته في صنع القرار. وهذا يهدد فرص حزبه بتحقيق فوز حاسم في الانتخابات البرلمانية. وإذا ما أخفق الديمقراطيون في تحقيق أغلبية حاسمة فإن ذلك سيسلبهم فرصة التحرر من شركائهم في الائتلاف. ولم يتمكن هاتوياما إلا من الاجتماع مع أوباما لمدة عشر دقائق يوم الإثنين على هامش قمة الأمن النووي في واشنطن مما دفع وسائل الإعلام اليابانية للتكهن بأن اليابان مع زالت بعيدة عن إبرام اتفاق بشأن القاعدة الجوية الأمريكية. يذكر أن واشنطن أن تطبق طوكيو اتفاقا أبرم عام 2006 بتغيير موقع قاعدة فوتينما الجوية إلى موقع آخر في أوكيناوا ولكن هاتوياما أثار الآمال قبيل فوز حزبه في الانتخابات العام الماضي بأن القاعدة ربما تنقل من الجزيرة نهائيا.