حمل الحقيبة المدرسية يوميا أدى إلى تأثير سلبى على العمود الفقرى لنحو 50% من طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية بالجيزة. هذه النتيجة جاءت بين النتائج الأولية لدراسة تعدها كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة حسب عميدتها الدكتورة منى المرزوقى، من خلال إجراء كشف طبى على 70 ألف طالب من طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس المحافظة، يمثلون 10% من طلاب مدارسها البالغ عددهم 700 ألف طالب. الدراسة جاءت ضمن مشروع (اللياقة البدنية وتشوهات القوام) الذى تشارك فيه كليات التربية النوعية والعلاج الطبيعى بجامعة القاهرة، والتربية الرياضية بجامعة حلوان. اقترحت الدراسة أن تزود حقيبة المدرسة (بعجلات) تسمح بجرها بدلا من حملها، على غرار حقائب السفر، وأن يصمم الكتاب المدرسى على جزءين، جزء لكل فصل دراسى كما هو معمول به فى بعض المناهج المطورة، لتقليل الحمل على الطلاب. من جانبه قال الدكتور عبدالجواد طه أستاذ العلوم التربوية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة إن المشروع يقيس اللياقة البدنية، وتشوهات القوام لدى طلاب مدارس محافظة الجيزة، بالتعاون مع لجنة حماية الطفل بالمحافظة ومديرية التربية والتعليم بالجيزة، لتشخيص واقع اللياقة البدنية لدى طلاب المدارس، ثم التعرف على مواطن القوى والضعف فى عناصر اللياقة البدنية لديهم، ووضع حلول لمواجهة مشكلة تدنى مستوى اللياقة لدى بعض الطلاب، ووضع برامج علاجية تتناسب مع أعمارهم المختلفة. وأكد طه أن من بين أسباب قلة اللياقة البدنية بين الطلاب الإهمال الكبير للأنشطة الرياضية فى المدارس، وانصراف الكثير من الطلاب عن ممارسة الرياضة البدنية والحركية، وضعف إمكانيات المدارس لممارسة هذه الأنشطة ومنها قلة المساحة المتاحة لممارستها، فى الوقت الذى تضاعف اهتمامهم بأنشطة تبعد تماما عن الحركة مثل الجلوس أمام الكمبيوتر. وأوضح طه أن من بين أسباب انحناء العمود الفقرى للطلاب بجانب ثقل الحقيبة المدرسية (المقاعد المدرسية) نفسها، لأنها مقاس واحد لجميع المراحل التعليمية، مؤكدا أن قلة اللياقة البدنية تؤثر سلبا على قدرة الطلاب على الاستيعاب. ومن بين أشكال التشوهات التى رصدها الكشف الطبى على العمود الفقرى للطلاب بحسب طه (الانحناء الجانبى، والانحناء القطبى، وتحدب الظهر، وسقوط الكتفين، أو تقوسهما) بنسب متفاوتة بين الطلاب، نتيجة عدم ممارسة الأنشطة الرياضية، وإهمال دور المنزل فى رعاية الطفل بالجلوس الصحيح، والوقوف المعتدل. يذكر أن المهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة أطلق على المشروع (المشروع القومى للمحافظة) لأنه يحدد أسباب مشاكل اللياقة البدنية وتشوهات القوام لدى طلاب المحافظة، ويضع البرامج اللازمة لعلاجها. من ناحية أخرى أوضح المستشار حاتم بجاتو، رئيس المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا أن المادة ( 53) التى أضيفت إلى قانون الطفل فى باب التعليم تؤكد أن من بين حقوق الطفل التعليمية التى يجب أن يلبيها التعليم فى جميع المراحل التعليمية (تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكانياتها)، واصفها بأنها (المادة النخلة) التى ستؤتى ثمارها وستغير وجه مصر إذا أخذ بها، وأن الحق فى التعليم للأطفال هو حق (مشروط) بأن يكون تعليما جيد النوعية ويلبى حقوق الطفل فى المعرفة وتنمية قدراته بما فيها القدرات البدنية.