قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن طائراته ضربت قطاع غزة وإن القوات أغلقت الحدود تماما، في علامة على أن الهجوم البري على القطاع قد يكون وشيكا. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه في اليوم الرابع من العدوان غير المسبوق والوحشي لمئات من مقاتلي حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة، أنه تمكن من استعادة السيطرة الكاملة على الحدود مع غزة، ولم يدخل أي مسلح من القطاع منذ مساء أمس الاثنين. وأسفر الهجوم متعدد الجبهات الذي انطلق السبت الماضي عن مقتل 900 شخص في إسرائيل وإصابة ما يربو على 2800 آخرين. وقال مصدر أمني مصري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم إغلاق معبر رفح جنوبي غزة على الحدود مع مصر حتى إشعار آخر. وذكر المصدر أن هناك حالة تأهب على طول الحدود المصرية لوقف أي عمليات تسلل. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمس الاثنين، فرض بلاده "حصارا شاملا" على قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب مع نشطاء حركة حماس لليوم الثالث. وقال جالانت: "لن تكون هناك كهرباء، ولا مواد غذائية، ولا وقود". وأجلت إسرائيل في تلك الأثناء جميع مستوطنات غلاق غزة تقريبا، فيما نظر إليه باعتباره استعدادا جديدا لشن هجوم بري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال حجاري اليوم أن هناك "عددا قليلا من الأشخاص" الذين تم تركهم، إما باختيارهم أو للضرورة. وأشار أنه سيتم إطلاق النار على أي فلسطيني يقترب من حاجز غزة مع إسرائيل. وواصلت إسرائيل دك المئات من الأهداف في غزة التي تحكمها حماس من الجو، واستدعت نحو 300 ألف من قوات الاحتياط قبيل غزو بري محتمل. وقال ريتشارد هيخت، وهو متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي: "نركز هجوما الآن على غزة". وأضاف أن الجيش أنشأ ما وصفه ب"بنية تحتية لعمليات مستقبلية". وجعلت هجمات حماس إسرائيل تترنح، لا من حصيلة القتلى المرتفعة وحدها، وهي الأعلى خلال فترة قصيرة منذ تأسيس الدولة، لكن بسبب حقيقة أنها فاجأت وكالات الاستخبارات. وقتل ما يربو على 250 شخص معظمهم من الشباب في مهرجان موسيقي في صحراء النقب خلال الهجوم. وفي مستوطنة بئيري، جنوبي إسرائيل، تم العثور على أكثر من 100 جثة أمس الاثنين بعدما استعاد الجيش السيطرة على المنطقة. ولقي 123 جنديا إسرائيليا حتفهم على الأقل. كما أقتاد مسلحو حماس 150 أسيرا على الأقل إلى غزة، وفقا لتقييم إسرائيلي. وارتفعت حصيلة الشهداء في غزة جراء الضربات الحوية الإسرائيلية إلى 788، من بينهم أكثر من 140 طفلا و120 امرأة، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وأصيب ما يربو على 4100 شخصا إثر الغارات الجوية.