مع دخول التصعيد مع حركة حماس يومه الثالث وبعد سقوط مئات القتلى وسيطرة المقاتلين الفلسطينيين على مقرات شرطية وعسكرية فى مستوطنات غلاف غزة، تحاول إسرائيل ممارسة أكبر قدر من الضغط على قطاع غزة بعد انطلاق الهجوم الأخير، الذى شكل مفاجأة كبيرة لتل أبيب، وفى الإطار تم إغلاق المعابر ووقف إمدادات الكهرباء والمياه للقطاع. وأمر وزير الدفاع الإسرائيلى، يوآف جالانت، أمس الإثنين، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، بعد يومين من شن حركة حماس هجوما مباغتا من القطاع، وقال جالانت إن الحصار الجديد سيكون تاما «لا كهرباء. لا ماء. لا وقود». وجاء قرار وزير الدفاع الإسرائيلى عقبة جلسة تقييم فى قيادة المنطقة الجنوبية فى الجيش بمنطقة بئر السبع، وقال فى بيان: «كل شيء سيكون مغلقا». بدوره قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أمر بقطع فورى لكل إمدادات المياه عن قطاع غزة. وأضاف الوزير فى منشور على موقع للتواصل الاجتماعى أعلن فيه قطع المياه «ما كان فى الماضى لن يستمر بعد الآن فى المستقبل». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول إن تلك القرارات تهدف إلى «تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتى حماس والجهاد». وأغلقت المعابر على الحدود بين إسرائيل وغزة بعد أن شنت حركة حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق على الدولة العبرية انطلاقا من القطاع، أوقعت مئات القتلى الإسرائيليين. وتمر من خلال هذه المعابر المواد الأساسية لسكان القطاع الذين يبلغ عددهم زهاء مليونين. وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من أن قدرتها على خدمة نحو 123 ألف نازح فى القطاع لجأوا إلى مدارسها سقفها أيام، فى حال لم تفتح إسرائيل المعابر إلى القطاع. وقال السفير الفلسطينى السابق بركات الفرا، إنه قطاع غزة لا يوجد لديه بدائل، وأن قدرة المحطة المحلية محدود، وكذلك الكهرباء التى تزود بها مصر القطاع محدودة، وحتى الحديث عن الاعتماد على الطاقة الشمسية يحتاج إلى وقت أكبر من زيادة الإنتاج الوارد منها. وأضاف أن هذا الأمر قد يسبب كارثة صحية فى القطاع، وللأسف العالم يقف متفرجا لما يقوم به إسرائيل من معاقبة جماعية لأكثر من مليونى إنسان من سكان القطاع، وحتى إن كانت إسرائيل تريد الرد على العملية التى قامت بها حماس، فعليه تذهب للعسكريين الذين قاتلوها ووجهوا لها صفعات لن يمحوها التاريخ، ولكن تل أبيب تأمن من العقاب الدولى وتتصرف كما يحلو لها دون خشية من أحد. وارتفعت، أمس حصيلة القصف الإسرائيلى المتواصل للقطاع، إلى 493 قتيلًا، و2751 جريحًا، إضافة إلى دمار كبير فى المنازل والبنايات السكنية، والممتلكات، والبنية التحتية. وتواصل القتال بين مقاتلى حركة حماس والجيش الإسرائيلى فى محيط قطاع غزة أمس. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى ريتشارد هيخت لصحافيين: «ما زلنا نقاتل. ثمة ما بين 7 إلى 8 مواقع فى محيط غزة». وأعلن الجيش قصف «أكثر من 500 هدف» لحركتى حماس والجهاد فى غزة خلال ليل الأحد وأمس الاثنين.