دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الرئيس باراك أوباما إلى اغتنام فرصة الحراك السياسى الذى تشهده مصر واتخاذ موقف واضح لدعم المطالبين بالإصلاح الديمقراطى فى البلاد، محذرة إياه من ضياع تلك الفرصة. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها أمس: إن «عدم الاستقرار فى البلاد وثلاثة انتخابات ستجرى خلال 18 شهرا ستشكل تحديا وفرصة فى ذات الوقت لإدارة أوباما». وقالت الصحيفة إنه مع استثناء فترة قصيرة من عهد الرئيس السابق جورج بوش، فإن القمع فى مصر قوبل بتسامح من رؤساء الولاياتالمتحدة والكونجرس الذى يضخ مليارات فى شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية لنظام الرئيس مبارك». وذكرت الصحيفة أن مطالب النشطاء الذين تجمعوا يوم 6 أبريل فى القاهرة كانت بسيطة: إنهاء قوانين الطوارئ التى تمنع إقرار حرية التجمع والرقابة المستقلة للانتخابات النيابية هذا العام وتعديل الدستور بما يسمح بتنافس حقيقى فى الانتخابات الرئاسية. لكن بحسب الصحيفة جاء الرد بسيط ايضا من «النظام المصرى السلطوى»: قوات مكافحة شغب وعصا وبلطجية.. ضرب المتظاهرين.. واعتقال أكثر من تسعين وتوجيه تهما جنائية لثلاثة وثلاثين منهم». وقالت الصحيفة إن ذلك «هو الرد المعتاد من رجل مصر القوى حسنى مبارك على أى شخص فى بلده يفكر فى خطوات بسيطة باتجاه ديمقراطية حرة». وتوقعت الصحيفة ألا يدوم الوضع الراهن «فمئات الآلاف من المصريين يدعمون حاليا محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى يجول مصر حاليا من أجل حشد الدعم لقضية التغيير السلمى». وذكرت أن المجموعات المساندة للبرادعى على الفيس بوك أكثر نشاطا من تلك المؤيدة للحزب الوطنى الحاكم. وأضافت الصحيفة أن «مبارك يبدو فى صحة متدهورة وأن مشروعه من أجل إعداد نجله جمال لخلافته يتخبط»، مشيرة إلى أن «الفكرة لا تحظى بشعبية بين المناصرين للحزب الحاكم ناهيك عن العامة». وتابعت الصحيفة أن « الإدراة الأمريكية تدعى أنها تفعل ذلك فقط، لكن أوباما وهيلارى كلينتون خصصا وقتا وطاقة ثمينين فى التقارب مع الرئيس مبارك، مبررين ذلك بأن العلاقات التى تضررت خلال عهد بوش تحتاج إلى ترميم». واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «حان الوقت من أجل اعتراف الإدارة بأن طريقتها تلك لم تنجح وأنه لا يمكنها التفريط فى هذه الفرصة». وتأتى افتتاحية واشنطن بوست قبل يومين من وصول وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إلى واشنطن للمشاركة فى قمة الأمن النووى حيث يعقد اجتماعا مع هيلارى كلينتون على هامش القمة. واستبعد أكثر من مصدر دبلوماسى فى القاهرة أن يكون قمع الشرطة لمظاهرات 6 أبريل وحركة محمد البرادعى لتعديل الدستور على رأس جدول أعمال الاجتماع»، ولكن لن يتم تجاهل هذه القضايا على حد قول المصادر. وقال أحد المصادر: «ربما نثير الأمر حتى تعود (هيلارى) وتقول لمنظمات حقوق الإنسان فى أمريكا إنها فعلت ذلك ولكن الأمر ليس الأولوية الأولى الآن».