قال المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير حسن نافعة إن الدعم الأمريكى للإصلاح فى مصر هو «توجه مرحب به ولا يعد تدخلا فى الشئون الداخلية إذا كان فى حدود المطالب التى ترفعها حركة التغيير المصرية، مشككا فى الوقت نفسه فى جدية واشنطن فى الضغط على النظام المصرى من أجل الإصلاح الديمقراطى». جاء ذلك تعليقا على تنامى الدعوات داخل الأوساط الأمريكية بضرورة اتخاذ الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطوات علنية من أجل دعم الإصلاح السياسى فى مصر، بينما بدأت تلك الخطوات بالفعل بتوجيه الخارجية الأمريكية لانتقاد مباشر للحكومة المصرية بسبب اعتقال نشطاء يوم إضراب 6 أبريل ومطالبتها القاهرة بإجراء انتخابات رئاسية حرة. وقال نافعة فى اتصال مع «الشروق» إن «أى دعم للإصلاح السياسى فى مصر هو توجه مرحب به من أى طرف داخلى أو خارجى لكن ما لا نقبل به هو أن يأخذ شكل الضغط الاقتصادى كوسيلة للابتزاز لأن لذلك تأثيرات ضارة على الشعب، ولن يردع الحكومة». وأضاف: «الضغط يجب أن يكون فى حدود المطالب، التى ترفعها الحركة المصرية من أجل التغيير، وهى مطالب الشعب المصرى كله وتأييدها لا يعنى الانحياز لفريق ضد فريق آخر منافس وإنما تمكين الشعب من الاختيار الحر، وهذا يصب فى النهاية فى مصلحة الجميع». واستدرك نافعة بالقول: «لكن السؤال الذى يطرح نفسه.. هل الأصوات الامريكية المطالبة بدعم الإصلاح فى مصر هى محاولة لابتزاز النظام من خلال تخويفه من الإصلاحيين أم هى نتاج خوف على المصالح الامريكية، التى قد تتأثر إذا لم تدعم الديمقراطية فى مصر؟». وأضاف: «أنا شخصيا أشك فى تضع الولاياتالمتحدة كل ثقلها فى دعم الديمقراطية لأنها لم تقف مع الديمقراطية الحقيقية يوما فى أى مكان فى العالم، بل ساندت النظم الاستبدادية فى كل دول العالم الثالث من أجل تأمين مصالحها». ودعت واشنطن بوست فى افتتاحيتها الجمعة الماضية الرئيس باراك أوباما إلى اغتنام فرصة الحراك السياسى الذى تشهده مصر واتخاذ موقف واضح لدعم المطالبين بالإصلاح الديمقراطى فى البلاد، محذرة إياه من ضياع تلك الفرصة. ومن جهتها، أكدت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدث باسمها فيليب كراولى أنه لابد أن يتمكن جميع المصريين من لعب دور حقيقى فى عملية سياسية مفتوحة وشفافة»، مضيفا أن بلاده ستواصل «الدفاع عن انتخابات حرة فى مصر وستستمر فى إبلاغ هذا الموقف للحكومة المصرية». وعما تنتظره الجمعية الوطنية للتغيير من واشنطن، قال نافعة: «لا نريد سوى مساندة مطالبنا السبعة ومن ضمنها الضغط من أجل تعديل الدستور والسماح بالإشراف الدولى على الانتخابات.. وإذا حدث ذلك فلن يعد تدخلا فى الشئون الداخلية لأن مساندة الاستبداد ليست فضيلة على الإطلاق». ونفى نافعة وجود أى اتصالات بين الجمعية والإدارة الأمريكية، قائلا: «لا توجد اتصالات من أى نوع بيننا وبين الإدارة الأمريكية.. لكننا نتحدث مع كل من يطلب الحديث أو الحوار معنا ولدينا خطاب واحد لا يتغير ونقول للجميع ما نقوله لوسائل الإعلام المصرية». وأضاف أن الجميعة الوطنية للتغير «على اتصال مستمر مع أفراد أو منظمات تمثل الجاليات المصرية فى الخارج يدعمون مطالبها الجمعية، بما فيها الجالية المصرية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن بينها منظمات مصرية تحاول تشكيل لوبى للضغط على الإدراة الأمريكية من أجل دفع الإصلاح فى مصر».