تغنت المطربة الراحلة شادية بالعديد من الأغاني الوطنية، لعل من أبرزها (يا حبيبتي يا مصر) التي استنهضت فيها روح حب الوطن بعد بضع سنين من هزيمة 1967، وفي وقت كان فيه الاسم الرسمي للدولة يخلو من كلمة "مصر"، فمنحتها الجماهير لقب (صوت مصر). ظل اللقب مرتبطا باسم الفنانة الراحلة إلى أن ثار صراع عليه في الآونة الأخيرة بين مطربات تؤكد جماهير كل منهن أنها الأجدر بنيل اللقب، فلم يعد الأمر مرتبطا بأغان وطنية تمس وجدان الشعب، ولا بجنسية المطربة، بل وكأنه يتعلق بمن هي "الأفضل صوتا". وأثار تصريح للمغنية شيرين عبد الوهاب بأنها "الوحيدة" التي تستحق (صوت مصر) حالة من الجدل، رغم أنها عادت وتراجعت في تصريحات لاحقة قالت فيها "كلنا أصوات مصر، وبالتالي أصوات العرب، مصر أكبر من أن يكون لها صوت واحد". غير أن هذا أثار غضب المغنية أنغام التي يطلق عليها بعض النقاد والفنانين هذا اللقب، وأعادت نشر تغريدة اعتبرها متابعون تحمل إساءة لشيرين، تقول فيها "الصورة تتكلم، لا أسمع لأحد ينبح، كفاية عيب أنى أطلع أرد على قليلة أصل". وفي خضم الجدل، توجهت شيرين خلال حفل بالسعودية يوم الخميس الماضي برسالة خاصة للفنانة أنغام قالت فيها " شكرا يا بنت الأصول، كتر خيرك". * نقيب الموسيقيين حين سئل مصطفى كامل نقيب الموسيقيين عن الجدل المثار قال إن "صوت مصر" ليس لقبا رسميا ولا توجد معايير محددة يمكن وفقها منح اللقب لفنانة دون غيرها. وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي "أنغام وشيرين من أفضل الأصوات التي جاءت على الساحة الغنائية في الفترة الأخيرة، ولا يمكن منح هذا اللقب لإحداهما دون الأخرى". وانقسم جمهور وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد لأحقية أنغام بهذا اللقب بينما يرى آخرون أن شيرين هي الأجدر. وقال كامل "نقابة الموسيقيين ليس لها علاقة بالجدل المثار على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تتدخل في مثل هذه الأمور". ودخل الممثل نبيل الحلفاوي ساحة الجدال، وكتب في صفحته على تويتر "متتخانقوش، أنتم نسيتوا ولا إيه؟ صوت مصر وسمعناه وهي بتتكلم عن نفسها.. أم كلثوم". وأرجع حساب باسم نورة الحسيني حالة الجدل حول صوت مصر إلى التصرفات الأخيرة للمطربة شيرين قائلة "تصرفات شيرين الأخيرة لم تعجبني لكنها تستحق لقب صوت مصر وكل الألقاب". ويرى حساب باسم حافظ أن أنغام الأجدر بسبب تصرفات شيرين المثيرة للجدل وقال "ربنا يهديكي يا شيرين، والله مش بتتعلم خالص علشان كدا أنغام صوت مصر الأول وبجدارة". * تنافس "طبيعي" لم يقتصر الصراع على اللقب على الفنانتين المصريتين، فقد كانت فيه أيضا المطربة السورية أصالة التي قالت ابنتها شام الذهبي في لقاء تلفزيوني إن والدتها هي الأجدر به بلا منازع وإن مساحة صوتها لا يباريها فيه أحد. ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن حالة التنافس حول لقب صوت مصر "أمر طبيعي" عادة ما يحدث على الساحة الفنية. وقال الشناوي لوكالة أنباء العالم العربي "صوت مصر الحقيقي هو الفنانة شادية التي غنت يا حبيبتي يا مصر التي لا نزال نرددها في أي مناسبة وطنية حتى الآن". واستطرد قائلا "لا يمكن إنكار رغبة أي فنانة في أن تحظى بلقب صوت مصر. أي صوت يغني من مصر يمثل مصر بشكل أو بآخر". وتابع "هناك ألقاب على مر التاريخ حظي بها عظماء الفن في مصر مثل كوكب الشرق لأم كلثوم، أيضا فايزة أحمد كروان الشرق، موسيقار الأجيال للموسيقار محمد عبد الوهاب". وقال إن هذه الألقاب منحها الجمهور للفنانين بعد سنوات من العمل وبعد عشرات الأعمال الفنية، ولا يمكن لأحد أن ينزعها عنهم. وأضاف أن التنافس حول الحصول على الألقاب أمر طبيعي ودائم الحدوث، وقال "في الثمانينات أطلقت نادية الجندي على نفسها نجمة الجماهير وبعدها بعام واحد أطلقت نبيلة عبيد على نفسها نجمة مصر الأولى". وأوضح أن من أوائل الفنانين الذين أطلقوا على أنفسهم ألقابا هو الفنان يوسف وهبي عندما أطلق على نفسه "مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح".
