قال محمد البرادعى رئيس جمعية التغيير إن العديد من الحكومات والجهات الأجنبية أعربت له عن قلقها على سلامته الشخصية خصوصا بعد قيام أجهزة الأمن باعتقال عدد من أنصاره وتعذيبهم. وأضاف أنه رد على كل من ينصحه بضرورة الحرص على سلامته الشخصية بالقول إن أمنه وسلامته ليست الأولوية بالنسبة له وأن الأولوية هى للناس الذين يعانون الفقر المدقع فى مصر الذين التفوا حوله وهم يقولون: «نريد التغيير». وأشار البرادعى فى مقابلة مطولة مع صحيفة الجارديان البريطانية إلى أنه يفضل التحرك بدون حراسة لأنه يتحرك بين الناس البسطاء. وعن العدالة الاجتماعية المفقودة فى مصر من وجهة نظره قال البرادعى إن «الأغنياء فى مصر يعيشون فى مناطق منعزلة.. الفجوة فى العدالة الاجتماعية أكبر من أن توصف». وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك الفجوة الكبيرة بين أغنياء مصر وفقرائها هى أحد الأمراض الاجتماعية التى دفعت البرادعى للتخلى عن حياته المريحة فى الغرب والدخول إلى مستنقع السياسة الموحل فى مصر. وقال البرادعى: «كنت أرغب فى حياة أكثر هدوءا، ولكن فى هذا المكان يوجد أصدقائى وعائلتى، وعندما أسمع أناسا يقولون لى: «يجب أن تأتى وتساعدنا وتقاتل من أجل التغيير، بالطبع على أن أنتظر وأرى ما الذى يمكن أن أفعله.» وأضاف: «لا أدرى إلى أى حد سأنجح، ولكن على الأقل خلال الشهرين الماضيين استطعت أن أجعل الناس أقل خوفا، وأكثر إدراكا لحقيقة أن النظام السياسى هو مفتاح التغلب على حالة الجمود».. كما أدركوا أن هناك بديلا ثالثا وأنهم غير مضطرين للمفاضلة بين نظام قمعى مستبد ونظام دينى متشدد يتبنى أفكار بن لادن. وعن زيارته لمسجد الحسين فى القاهرة قال البرادعى للصحيفة إنه لاحظ خلال جولته أن المثقفين والمتعلمين ليسوا وحدهم الذين يرغبون فى التغيير، بل الجميع يرغبون فى ذلك حتى الذين لا يعرفون شيئا عن الحرية السياسية، فمنهم من يرغب فى مسكن ومن يرغب فى أن يأكل وغيرهم. فى الوقت نفسه حذر البرادعى، الدول الغربية من فقدان مصداقيتها لدى شعوب الشرق الأوسط، لأنها تغمض عينيها عن الديمقراطية الزائفة فى مصر وتساند أنظمة الحكم الديكتاتورية فى الدول العربية بدعوى حماية المصالح الغربية على الرغم من أن هذا الموقف يؤدى إلى زيادة مشاعر العداء والتطرف لدى الشباب فى المنطقة العربية. وانتقد رئيس جمعية التغيير دعم الغرب للأنظمة القمعية فى الشرق الأوسط، مؤكدا أن الحكومات الغربية تخاطر بإمكانية خلق جيل من المتشددين الإسلاميين إذا استمرت فى دعمها لتلك الأنظمة. وقال البرادعى إنه «يجب على الغرب سحب دعمه غير المشروط للأنظمة القمعية التى يعتبرها الحصن ضد التطرف». وأعرب البرادعى الحاصل على جائزة نوبل فى أول حوار له باللغة الإنجليزية منذ عودته إلى القاهرة فى فبراير الماضى، عن أمله فى أن تكون الولاياتالمتحدة وبريطانيا قد استوعبتا «درس العراق». قائلا: «نعم هناك ديكتاتورات، ولكن هل أنتم مستعدون فى كل مرة تريدون التخلص من ديكتاتور للتضحية بمليون مدنى؟»، مضيفا أن الشعبية التى يحظى بها الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد وزعيم حزب الله اللبنانى حسن نصر الله تثبت خطأ سياسة الغرب. «فالمفترض أن تقوم تلك السياسة على التواصل مع الشعب والاهتمام بمتطلباته ومصالحه وحقوقه وليس على التحالف مع نخبة مستبدة حاكمة».