انتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الأربعاء مضمون اتفاق موقع بين الحكومة اللبنانية والسفارة الأمريكية في لبنان يتعلق بتقديم هبة أمريكية إلى قوى الأمن الداخلي من أجل تدريبها وتجهيزها، معتبرا أنه يتضمن "مواد خطرة" يجب الانتهاء منها و"يبيح مؤسسة أمنية للأمريكيين". وقال نصر الله في مقابلة مع تلفزيون "المنار" التابعة لحزبه خلال تعليقه على جدل قائم منذ أكثر من شهر حول اتفاق متعلق بهبة أمريكية تبلغ قيمتها 50 مليون دولار، تقدم من خلالها الولاياتالمتحدة تدريبات لعناصر في قوى الأمن على مكافحة الجريمة وتجهيزات لاسيما في قطاع الاتصالات لمؤسسة قوى الأمن الداخلي. وقال نصر الله إن الاتفاق يسمح: "للأمريكي بالذهاب إلى مراكز قوى الأمن للتأكد من كيفية استخدام التجهيزات"، كما يسمح له "بالاحتفاظ بقائمة تسجل فيها جميع الأجهزة والمعدات التي وفرتها" الولاياتالمتحدة، معتبرا أن "هذا يعني أننا نبيح مؤسسة أمنية كاملة للأمريكيين ليدخلوا إليها متى أرادوا". وتابع أن: "المطلوب من الحكومة اللبنانية التحقق من أن جميع من يستفيدون من التجهيزات لا ينتمون إلى أي منظمة تعتبرها الحكومة الأمريكية منظمة إرهابية"، معتبرا أن التوقيع على ذلك يعني القبول "بالتصنيف الأمريكي للإرهاب"، مضيفا "هذا شيء خطر جدا،هذا إشكال رئيسي بالنسبة لنا وهو إشكال كبير". وطالب بمعالجة المسألة قائلا إن كان "العلاج بالتعديل، عدلوا. العلاج بالإلغاء, الغوا". ونقل بيان صادر عن مجلس الوزراء إثر اجتماعه مساء الأربعاء، أن رئيس الحكومة سعد الحريري علق على الجدل القائم حول اتفاق الهبة خلال الجلسة بالقول "جرى تسييس قضية قابلة للمعالجة ولا تبرر الخلاف الحاد الذي شهدناه"، مشددا على التضامن الوزاري وعلى الابتعاد عن السجالات السياسية في هذه المسألة وعلى ضرورة العمل على حلها بمسؤولية وواقعية". ويشمل الاتفاق بحسب النص الذي وزعه نواب في البرلمان، على ضرورة "التحقق من أن جميع أفراد قوى الأمن الداخلي متلقي التدريبات أو مستخدمي المعدات المقدمة لا ينتمون _بأي شكل من الأشكال¬_ إلى أي منظمة تعتبرها الحكومة الأمريكية منظمة إرهابية". ووضع مجلس النواب يده على الموضوع وكلف لجنة الاتصالات النيابية برئاسة النائب حسن فضل الله من حزب الله البحث في قانونية الاتفاق، غير أن أعضاء تلك اللجنة منقسمون حول تقييم الاتفاق. ويعتبر حزب الله نفسه مستهدفا بهذه الفقرة، كونه مصنفا على لائحة المنظمات الإرهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، فيما يؤكد المدافعون عن الاتفاق أن الإطار العام الموضوع للاتفاق موجود في كل اتفاقات المساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدة. يذكر أن صحيفة "السفير" اللبنانية كانت قد كشفت في نهاية فبراير الماضي عن طلب أمريكي للحصول على معلومات حول شبكتي الاتصالات المحمولة في لبنان، تبين في ما بعد انه يندرج في إطار تنفيذ اتفاق الهبة، فيما امتنعت السفارة الأمريكية حتى الآن عن التعليق على الموضوع.