ما زال خبر انفجار الغواصة المفقودة تيتان فى قاع المحيط الأطلسي وبالقرب من السفينة تيتانيك، يثير جدل عالمي، خاصة بعد اكتشاف حطامها على بعد حوالي 488 مترا من مقدمة السفينة تيتانيك، وعلى عمق 4 كيلومترات من سطح الماء، فى زاوية نائية من شمال المحيط. الجدل حول الغواصة تيتان مازال مستمرا، خاصة بعدما نشرت صحيفتي نيويورك بوست الأمريكية وبي بي سي البريطانية سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني بين الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت" المالكة للغواصة تيتان، وبين مستشار الشركة الذي حذره عدة مرات من أنه يعرض حياة عملاءه للخطر، وما يثير العجب أن تلك الرسائل تعود لعام 2018، أي ما قبل الرحلات الثلاثة لتيتان. وقالت نيويورك بوست إن الرئيس التنفيذي لشركة "أوسن جيت" المالكة للغواصة تيتان ستوكتون راش، والذي لقى حتفه على متنها ضمن خمس أشخاص، رفض تحذيرات السلامة ووصفها بأنها "إدعاءات لا أساس لها من الصحة وإهانة شخصية" مصمما على أن الغواصة "غير قابلة للغرق". ورفض الرئيس التنفيذي للشركة التي شغلت الغواصة تيتان المنكوبة تحذيرات السلامة حول المركبة، وفي سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني، استعرضتها بي بي سي، ظهر مستشار شركة أوشن جيت روب ماكالوم، وهو يخبر الرئيس التنفيذي راش بأنه يعرض حياة عملائه للخطر. وكتب مستشار الشركة ماكالوم إلى الرئيس التنفيذي راش في مارس 2018: "أعتقد أنك تضع نفسك وعملائك في مغامرة خطيرة، ففي سباقك إلى تيتانيك، أنت تخاطر بحياة من معك في الرحلة". وقال ماكالوم في رسالة أخرى إلى راش: "أناشدكم أن تأخذوا كل الحرص في اختباراتكم وتجاربكم البحرية وأن تكونوا متحفظين للغاية، بقدر ما أقدر ريادة الأعمال والابتكار، فمن المحتمل أنك تعرض صناعة بأكملها للخطر". وفي تصريحات مكالوم لوكالة الأنباء البريطانية قال إنه أعرب مرارًا وتكرارًا عن هذه المخاوف مع الشركة، مؤكدا أنه لم يتم تصنيف أو اعتماد غوا تيتان من قبل أي وكالة خارجية، ومع ذلك، لم يستمع الرئيس التنفيذي راش، وأخبره بأنها "غير قابلة للغرق". وأوضح مستشار الشركة أن الرئيس التنفيذي رد عليه مستنكرا وقال: "لقد سمعنا الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، بأنها سوف تقتل شخصًا ما في كثير من الأحيان. وأنا أعتبر هذا إهانة شخصية خطيرة، تيتان غير قابلة للغرق". وقامت شركة "أوشن جيت" المالكة للغواصة تيتان، ببعثتين استكشافيتين إلى حطام تيتانيك في عامي 2021 و2022 قبل تحطم الغواصة في الرحلة الثالثة، وأيضاً نظمت عشرات الرحلات إلى أعماق أقل في مناطق عديدة من المحيطات.
